167وخضوعه لربّه تعالى، وهو جامع لما تضمنته الأركان الاُخرى، فهو عبادة بدنية كالصلاة والصيام، وعبادة ماليّة يشبه الزكاة؛ لما يتطلبه من الإنفاق في سبيل اللّٰه، وهو أيضاً مجاهدة للنفس والبدن.
والحج في اصطلاح الفقهاء: قصد البيت الحرام؛ لأداء الأفعال المفروضة من الطواف بالكعبة والوقوف بعرفة محرماً بنيّة الحج 1.
وقد عرف العرب الحج قبل الإسلام، منذ أن أمر اللّٰه عزّوجل نبيّه إبراهيم عليه السلام بأن يشرعه للناس، وكانت العرب قبل الإسلام تحج البيت على دين إبراهيم عليه السلام، فتلبّي تلبية الحج وتطوف البيت وتسعى وتقف بعرفة، وتؤدي جميع مناسك الحج من المبيت بمزدلفة ورمي الجمار والنحر وتعظيم الأشهر الحرم 2.
ثمّ حرّف العرب قبل الإسلام شريعة إبراهيم عليه السلام، فعبدوا الأصنام، وطاف بعضهم حول البيت عرايا 3، إلى أن جاء الإسلام، وفُرض الحج، فتغيّر مفهوم الحج وما كان عليه العرب قبل الإسلام.
وقد ورد ذكر الحج وما يتفرّع من لفظه في القرآن الكريم اثنتي عشرة مرّة منها ثماني مرّات في سورة البقرة. ومن ذلك قوله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللّٰه فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّٰه شَاكِرٌ عَلِيمٌ 4.
وجاء ذكر الحج في سورة « آل عمران» في موضع واحد في قوله تعالى: وَللّٰه