222ومآذنه ومرافق أخرىٰ في المسجد، والأعمدة والسقف والأرضيّة والمحراب والمنبر وغير ذلك. واستمرّ البناء مدّة عشر سنوات (من عام 939ه لغاية 948ه) مع انقطاع لعدّة أشهر في كلّ سنة لأسباب عديدة.
والرسالة تشرح مراحل التعمير والاصلاحات ومواقعها وتذكر أسماء المشرفين عليها وأسماء بعض المهندسين وعدد العمّال وكمّيات الأموال المصروفة وحجم المواد الانشائيّة المستعملة في البناء من الأعمدة والحجر والمرمر والرخام والحديد وغير ذلك. كما تتحدّث الرسالة في طيّاتها عن أحوال المدينة المنوّرة الاجتماعيّة والسياسيّة، فتشير إلىٰ بعض حالات القحط والجوع، كما تشير إلى الخلافات والنزاع القائم بين الأحناف (المدعومين من البلاط العثماني في الباب العالي) والشوافع، أثر تجديد محراب الحنفيّة في المسجد النبوي وتقديمه ليحاذى محراب الشافعيّة، وتقديم القاضي الحنفي على القاضي الشافعي في جميع الأمور، ممّا أثار حنق الشوافع (ووصل من بعض الشافعيّة بسبب ذلك كلمات) .
ولا شك أنّ هذه الرسالة تنفع الدارسين عن المدينة المنوّرة وتطورات أحوالها.
(88 ب) بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحمدُ للّٰهِ ربّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ علىٰ سيّد الخلق أجمعين، محمّد وآله، وصحبه والتابعين.
أمّا بعد، فهذه نبذة لطيفة، ونخبة شريفة، تتضمّنُ ما وقع من العمائر الشريفة، بسور المدينة النبويّة، والمسجد الشريف، والمنارة السنيّة.
وذلك أنّه لمّا أنهىٰ إلىٰ مولانا، السلطان الأعظم، والخاقان الأكرم، صاحبِ السّيفِ والقَلَم، والبند 1والعَلَم، ظِلّ اللّٰه في الأرضين،