28
القائلون. اللّهم لك صلاتي وديني ومحياي ومماتي ولك تراثي 1. ومنك
حولي ومنك قوَّتي. اللّهم إنّي أعوذ بك من الفقر، ومن وسواس الصدر، ومن شتات الأمر، ومن عذاب النار ومن عذاب القبر. اللّهم إنّي أسألك من خير ما تأتي به الرياح، وأعوذ بك من شر ما تأتي به الرياح، وأسألك خير الليل وخير النهار» 2.
وروى الكليني عن علي بن ابراهيم عن أبيه، قال: رأيت عبداللّٰه بن جندب بالموقف، فلم أرَ موقفاً كان أحسن من موقفه، ما زال مادّاً يديه إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى تبلغ الأرض، فلّما انصرف الناس قلت له: يا أبا محمد ما رأيت موقفاً قط أحسن من موقفك. فقال: واللّٰه ما دعوت إلّالإخواني. وذلك أنّ أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، أخبرني: «أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب، نودي من العرش، ولك مائة ألف ضعف مثله» . فكرهت أن أدَعَ مائة ألف ضعف مضمونة لواحدة، لا أدري تستجاب أم لا؟» 3.
وروي أيضاً عن عبداللّٰه بن جندب من غير هذا الطريق، أنه قال: كنت في الموقف، فلما أفضت لقيت ابراهيم بن شعيب، فسلمت عليه وكان مصاباً بإحدى عينيه، وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة دم، فقلت له قد أُصبت بإحدى عينيك، وأنا واللّٰه مشفق على الاُخرى، فلو قصّرت من البكاء قليلاً، فقال: لا واللّٰه يا أبا محمد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة، قلت: فلمن دعوت؟ قال: دعوت لاخواني، إنّي سمعت أبا عبداللّٰه عليه السلام يقول: «من دعا لأخيه بظهر الغيب وكلّ اللّٰه به ملكاً يقول: ولك مثلاه، فأردت أن أكون إنّما أدعو لإخواني، والملك يدعو لي،