26
فأسألك أن تبارك لي في رحلتي 1وأن تقضي لي حاجتي، وأن تجعلني اليوم
ممن تباهي به من هو أفضل مني. ثم تلبي وأنت غاد الى عرفات، فإذا انتهيت إلى عرفات فاضرب خباك بنمرة دون الموقف ودون عرفة، فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل وصل الظهر والعصر بأذان واحد واقامتين، وإنّما تعجل العصر وتجمع بينهما لتفرّغ نفسك للدعاء، فإنّه يوم دعاء ومسألة» 2.
روى معاوية في الصحيح عنه عليه السلام في صفة حج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أنّه انتهى إلى نمِرة وهي بطن عُرَنة بحيال الأراك. فضرب قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها، فلمّا زالت الشمس خرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم. ثم صلّى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين، ثم مضى إلى الموقف فوقف به، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته، يقفون إلى جنبها، فنحاها ففعلوا مثل ذلك.
فقال: «أيها الناس إنه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف، ولكن هذا كلّه موقف وأومأ [ بيده ] إلى الموقف فتفرق الناس» 3.
واعلم: أنّ الواجب في الوقوف بعرفة هو الكون بها من زوال الشمس إلى أن تغيب. ومحلّ نية الوقوف بعد تحقق الزوال، فيستحضرها حينئذ بصورة ما مر في الكلام على النيّات.
وفي حديث من الحسن لمعاوية بن عمار عن أبي عبداللّٰه عليه السلام، قال: «قف في ميسرة الجبل [ فإنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقف بعرفات في ميسرة الجبل ] 4، فإذا رأيت