237بيت واحد، ويسعون بين غايتين مشتركتين «الصفا والمروة» وكلهم يقصدون «منى» وكلّهم يؤمون «عرفات» ويقفون في موقف واحد وكلّهم يبيتون في مبيت واحد، فَإِذٰا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفٰاتٍ فَاذْكُرُوا اللّٰهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرٰامِ وَ اذْكُرُوهُ كَمٰا هَدٰاكُمْ وَ إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضّٰالِّينَ 1، ويفيضون إفاضة واحدة، ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفٰاضَ النّٰاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 2، وكلّهم يقفون أياماً في منى تجمع بينهم اشغال واحدة من نحر وحلق ورمي.
الحج فريضة باقية إلى يوم القيامة ومؤسسة خالدة خلود هذه الاُمّة، فالمسلمون لا تبتلعهم القوميات كما ابتلعت اُمماً كثيرة ولا يصبحون ضحيتها ولا تكون بلادهم التي يحبّونها. . . قبلة يتوجّهون إليها وكعبة يحجّون إليها، إنما هي قبلة واحدة يتوجّه إليها الشرقي والغربي والعجمي والعربي، إنما هي كعبة واحدة يحج إليها الهندي والايراني والأفغاني والتركي والمسلم الأوربي والأمريكي وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى 3، ويحنّ إليها المسلم في أقصى الأرض وينذر لهذه الرحلة النذور ويسعى إليها على الرأس والعين، ويعتبر ذلك غاية الأوطار وأقصى الأماني وأعظم السعادات 4.
الجوانب الإعلامية في الحج:
إنّ ما يقوم به الحجيج من أعمال التعارف والذكر والاجتماع على كلمة واحدة، وهتاف واحد في صعيد واحد، وما يتجلّى في أداء مناسك الحج من مظاهر الوحدة والثقة ودعم عقيدة التوحيد، ورفع التلبية وتكرارها، يحمل كلّ ذلك من الفوائد الإعلامية الواقعية ما لا تتحمّله أجهزة الإعلام في عصر التقدّم العلمي والرقي