١٢٨غفرت لي) ، فغُفِرَ له ١.
وعن علي عليه السلام أنّه بعد دفن النبيّ صلى الله عليه و آله قام عند قبره الشريف، فقال مخاطباً له:
طبتَ حيّاً وطبتَ ميِّتاً، انقطع عنّا بموتك ما لم ينقطع بموت أحد سواك من النبوّة والأنباء، وأخبار السماء، (والحديث طويل) إلى أن قال: بأبي أنت واُمّي اذْكُرْنا عند ربّك، واجعلنا من بالك وهمك.
ونقل الشيخ عبد الحميد أنّ معاوية سأل عقيلاً عن عليّ عليه السلام، فقال له عقيل:
يا معاوية جاءته زقاق عسل من اليمن، فأخذ الحسين منها رطلاً واشترى إداماً لخبزه، فلمّا جاء عليّ ليقسّمها قال: يا (قنبر) أظنُّ أنّه قد حَدَثَ بهذا حدثٌ؟ قال:
نعم، وأخبره بقصّة الحسين عليه السلام فغضب، وقالعَليَّ (بحسين) فرفع الدرّة عليه، وقال:
بعمّي (جعفر) ، (وكان إذا سُئل بحقّ جعفر سكن) ، فأجابه (الحسين) بما أجاب.
ونقل الشيخ عبد الحميد أنّ رجلاً وفد من مصر، فاستعاذ بعُمر.
وكيف كان فقد بانَ أنّ مَنْ توسّل إلى اللّٰه (بمعظَّم) من: قرآن، أو نبيّ، أو عبد صالح، أومكانشريف، أو بغير ذلك، فلا بأس عليه، بلكان آتياًبماهوأولى وأفضل.
ولا بأس بالتوسّط بحقّ المخلوقات، فإنّ للمولى على عبده حقّ المالكية، وللعبد حقّ المملوكية، وللخادم حقّ الخدمة، وللأرحام حقّ الرحم، وللصديق حقّ الصداقة، وللجار حقّ الجوار، وللصاحب حقّ الصحبة. فالحقّ عبارة عن الرابطة بأيّ نحوٍ اتّفقت، وعلى أيّ جهةٍ كانت.
وعلى ذلك جرت عادة السلف من أيّام النبيّ صلى الله عليه و آله إلى يومنا هذا، لا ينكره أحدٌ من المسلمين، والدعوات، والمواعظ مشتملة عليه، والإجماع منعقدٌ عليه، فلم يبقَ في المقام إشكال، ولا بقي محلّ للقيل والقال، واللّٰه وليّ التوفيق، وهو أرحم الراحمين.