24
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
مناسك الحجّ
الحمد للّٰهالذي فرض حجّ البيت على من استطاع إليه سبيلاً، وأعدّ لمن أطاع أمره وحمّل مشاق هذا العمل نفسه أجراً عظيماً وثواباً جزيلاً، ودعا الموسرين إلى معاودة الحجّ في كلّ خمس سنين تعظيماً لشأن البيت الشريف وتبجيلاً.
والصلاة والسلام على محمّد الذي أرسله بالحقّ بشيراً ونذيراً، وجعله على كلّ خير دليلاً، وعلى آله السادة الأبرار الذين شهدت بكمالهم الآيات والآثار إجمالاً وتفصيلاً.
وبعد، فهذه نبذة من الكلام في فقه الحجّ إلى بيت اللّٰه الحرام، أجبت بإملائها على جناح السفر التماس جماعة من الاخوان، وجعلتها تذكرة لي عند المنتفعين بها من أهل الإيمان.
روى معاوية بن عمّار في الصحيح عن أبي عبداللّٰه عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام: أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم لقيه أعرابي، فقال: يارسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم إنّي خرجت أُريد الحجّ ففاتني 1وأنا رجل مميّل 2، فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج، قال: «فالتفت إليه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، فقال له: انظر إلى أبي قبيس، فلو أنّ أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّٰه ما بلغت ما يبلغ الحاج، ثمّ قال: إنّ الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلّاكتب اللّٰه له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات، فإذا ركب بعيره لم يرفع خُفّاً ولم يضعه إلّا كتب له مثل ذلك، فإذا طاف 3بالبيت خرج من ذنوبه، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فإذا وقف بالمشعر