237ومشط خشبي، وظرف من جلد الماعز، وسجّادة فارسيّة «التي إلى جانب كونها تكاية فهي أيضاً كرسي وطاولة ومنبر ووسادة قطنية. . كذلك اقتنىٰ خنجراً ومحبرة من النحاس، ومشكاك أقلام، وإبراً، وعلبة نحاسية خضراء «قادرة على تحمّل السقوط عن ظهر جمل مرّتين في النهار» . وكانت موازنته للرحلة 25 ليرة انگليزية ذهباً، لفّها في حزام تحت ثوبه 1.
ويبدو أنّ بورتون كان معجباً بطريقة الحياة في مدينة الاسكندرية وبما أسماه ب «الكيف» الذي وصفه كالتالي:
«التراخي اللذيذ، والراحة الحالمة، وبناء القصور الخياليّة، وكلّ ما يناقض الحياة المركّزة والمكثّفة والنشيطة في أوروپا. .» ويمضي بورتون في وصفه هذا: «في الشرق لا يحتاج المرء إلى أكثر من الراحة والظلّ. إنّه يرتاح سعيداً على حافّة جدول يخرخر أو في ظلّ شجرة عاطرة، يدخِّن غليوناً أو يحتسي فنجاناً من القهوة، أو يتناول كوباً من الشراب، لكنّ الأهمّ من ذلك أنّه لا يزعج جسده. . إلّاقليلاً، معتبراً أنّ حدّة المحادثة ومرارة الذكريات والإغراق في التفكير اُمور مفسدة كثيراً للكيف!» 2.
لم يطل الوقت به، حتّى غادر بورتون الاسكندرية متوجِّهاً إلى القاهرة التي وصلها على ظهر مركب صغير، وليستقرّ به المقام في فندق صغير، وراح يمارس مهنته كطبيب، وذاعت شهرته بسرعة، حين استطاع أن يشفي عبدتين حبشيتين من «الشخير» ، والأهمّ من ذلك أنّه التحق فيما بعد بجامعة الأزهر، لمتابعة الدراسات الدينية وإتقان اللغة العربية. .
تحسّباً للوصول إلى مكّة المكرّمة. فقد كان عرف أنّه ليس من الضروري للمسلم - أو لمدّعي الإسلام - أن يكون ضالعاً في اللغة العربية، لكن من الضروري له أن يكون ملمّاً بشؤون دينه والفرائض.
أضاف بورتون إلى موازنة السفر 80 جنيهاً اُخرى، وبدأ السعي للحصول على جواز سفر. واتّجه أوّلاً إلى القنصل الفارسي الذي طلب 4 جنيهات لقاء ذلك، فثارت ثائرة