20وبما أنّ هذا الكتاب سوف ينشر ضمن مجلّة ميقات الحجّ، فلا يسع المجال لنشره دفعة واحدة، فسوف نقدّمه للقرّاء الكرام على دفعات ثلاث متوالية إن شاء اللّٰه.
والحمد للّٰهالذي وفقنا لهذا العمل المقدّس وهو إحياء أثر من آثار علمائنا الأبرار «قدّس اللّٰه أسرارهم» . الّذين لم يألوا جهداً في صيانة المذهب الشريف، فحريٌّ بنا أن نعيد مجدهم بإحياء تراثهم واستنقاذه من أيدي الزمان الجائرة.
وحينما قرأت عبارة لحفيد المترجم، جعلتني أتشجّع لمواصلة هذا الطريق الصعب وفاءً لسلفنا الصالح حيث يقول (في الدرّ المنثور 2: 203) : «جزى اللّٰه عنّا سوء الجزاء من حرمنا من الكتب التي كانت عندنا اجتمعت في زمن الشيخ زين الدين والشيخ حسن ووالدي «رحمهم اللّٰه» وأُضيف إليها كتب الشيخ محيي الدين «رحمه اللّٰه» ، وقد وقع عليها الفتور غير مرّة، منها قريب ألف كتاب احترقت وأنا إذ ذاك ابن سبع سنين أو ثمان، حرقها أهل البغي، ولمّا سافرت إلى العراق كان الباقي لنا في الجبل ودمشق وغيرهما ما يقرب من ألف كتاب وأكثرها منه ما أخذه الناس ومنه ما تلف من النقل والوضع تحت الأرض، والباقي نحو مائة كتاب وصلت إليّ بعد السعي التامّ. . .» وغيره من الكلام المحرق للقلب، وهذا ما يجعلنا نحسّ بالمسؤولية أكثر فأكثر.
وأخيراً، أتقدّم بخالص شكري إلى كلّ من ساعد وساهم وشجّع على إخراج هذا الكتاب، وأخصّ بالذكر منهم إدارة المكتبة العامّة للسيّد المرعشي النجفي رحمه الله حيث وضعت تحت اختياري النسخ الثلاثة وبكلّ لطف وعناية؛ والمجلّة التي آثرت نشره على صفحاتها كي تكون سهيمة في إحيائه. فجزى اللّٰه الجميع خير جزاء المحسنين، والحمد للّٰهأوّلاً وآخراً.