161ومحدثات الاُمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعةٍ ضلالة، (رواه أحمد، وغيره) 1.
وعن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه:
من خرج عن الطاعة، وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية 2.
وعن الحارث الأشعري 3، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: مَنْ خرجَ عن الجماعة قدر شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.
وعن ابن عبّاس، عن النبيّ صلى الله عليه و آله: إنَّ مَنْ فارق الجماعة قدر شبر مات ميتة جاهلية 4.
وعن عبداللّٰه بن عمرو، عن النبيّ صلى الله عليه و آله: إنَّ اُمّته تفترق ثلاثاً وسبعين فرقة، وليس فيها ناج سوى واحدة، فسُئِلَ عنها، فقال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي 5.
إلى غير ذلك من الأخبار.
ومقتضى ذلك أنّه من اللّازم الرجوع إلى سيرة الصحابة وطريقتهم، وأنّها الميزان إذا اشتكلت علينا الاُمور، وتعارضت علينا الأدلّة، وسيتّضح أنّ جميع ما ينكر من هذه الأفعال الموردة صادرة عن الصحابة، وطريقتهم مستمرّة عليه، مع أنّ في السنّة ما يدلّ على جوازه.
وما ورد عنه صلى الله عليه و آله أنَّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً 6، فلا ينافي ما ذكرناه؛ لأنّ فرقة الإسلام بين طوائف الكفر كنقطة في بحر.
وروى أبو سعيد الخُدري عن النبيّ صلى الله عليه و آله: ما أنتم في الناس إلّاكالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود 7.
وعوده غريباً في أيّام الدجّال، ونحوه يكفي في صدق الخبر.
وروى عبداللّٰه بن مسعود 8عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: لا تقوم الساعة إلّا على شرار الخلق، رواه مسلم 9.
وعن أبي سعيد الخدري 10عن النبيّ أنّه قال: لا تقوم الساعة حتّى لا يقال في الدنيا اللّٰه 11.
وكلّ ما صدر في زمان الصحابة من الأعراب بمحضر منهم ولم ينكروه، فهو موافق لرضاهم، وإلّا لأنكروه؛ ولهذا أوردنا في هذه الرسالة كثيراً ممّا صدر في زمانهم من غيرهم.
وعلى كلّ حال، فلا كلام في أنّ