175وأمّا كتابه جمهرة النسب فقد تعرّض لإضافات كثيرة يعود سببها إلىٰ أنّ أباسعيد السكري راوي الكتاب لم ينجو من الاتّهام بأنّه كان وراءها. فالدكتور ناجي حسن الذي يذكر في مقدّمة تحقيقه لجمهرة النسب: «لقد وصلتنا جمهرة النسب لابن الكلبي برواية أبي سعيد السكري عن محمّد بن حبيب عن ابن الكلبي، ومع ذلك ظهرت فيه إضافات واضحة وزيادات وتعليقات بيّنة لم ترد في أصل الجمهرة بل أضافها الرواة والنسّاخ. ولا يستبعد أن يكون أبو سعيد السكري هو نفسه الذي قام بهذا العمل حين وجد لديه فيضاً من الأخبار ذات الصلة بالأنساب» 1.
أمّا الرواية الأخرى التي يذكرها النيسابوري فهي عن علي بن عثام العامري كما هو اسمه في سير أعلام النبلاء ويبدو أنّه حرِّف من عثام إلى غنام عند النيسابوري. ولو كانت روايته هذه محل اعتماد لما تغاضى عنها الذهبي في سيره وهو المعروف بموقفه المضاد لمن يذكر مناقباً لعليّ عليه السلام. وهذا يكفي في أنّها من الضعف والهزال ما جعل الذهبي يتجاهلها.
وهناك رواية شاذة ذكرها الأزرقي في أخبار مكّة: حدّثني محمد بن يحيى، حدّثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبداللّٰه بن أبي سليمان عن أبيه أنّ فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى - وهي اُمّ حكيم بن حزام - دخلت الكعبة وهي حامل، فأدركها المخاض فيها، فولدت حكيماً في الكعبة، فحُملت في نطعٍ وأُخذ ما تحت مثبرها (موضع الولادة) فغسل عند حوض زمزم، وأخذت ثبابُها التي ولدت فيها فجعلت لقىً 2.
فأوّلاً أنّ محمد بن يحيى كما في كتاب الجرح والتعديل للرازي قال: سألت أبي عنه فقال: كان رجلاً صالحاً وكانت به غفلة، رأيت عنده حديثاً موضوعاً. توفي سنة 243ه 3.
أمّا عبد العزيز بن عمران فيقول عنه البخاري: إنّه لا يكتب حديثه، منكر