101خطبة له: «ألا ترون أنّ اللّٰه اختبر الأوّلين من لدن آدم إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار ما تضرّ ولا تنفع، ولا تبصر ولا تسمع. . . . ثمّ أمر آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه. .» 1.
وقال عليه السلام في خطبة أخرى: «فرض عليكم حجّ بيته الذي جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزّته. . . فرض حجّه وأوجب حقّه وكتب عليكم وفادته. . .» 2، وكان عليه السلام يخاطب أبناءه بقوله: «انظروا بيت ربّكم فلا يخلونّ منكم فلا تناضروا» 3كلّ هذا في الحجّ الواجب.
أمّا في فضيلة الحجّ واستحبابه فقد ورد عنه عليه السلام في خبر روي في العلل وعيون الأخبار والخصال بسند ينتهي إلى الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنّ رجلاً سأل أمير المؤمنين عليه السلام: كم حجّ آدم من حجّة؟
فقال له: سبعمائة حجّة ماشياً على قدميه، وأوّل حجّة حجّها كان معه الصرد يدلّه على الماء وخرج معه من الجنّة. . وسأله عن أوّل من حجّ من أهل السماء فقال: جبرئيل عليه السلام 4.
وروي عنه عليه السلام أنّه قال: «ضمنت لستّة الجنّة، وعدّ منهم من خرج حاجّاً فمات» 5.
وكيف كان ففضيلة الحجّ ممّا لا تحتاج إلى بيان، وإنّما وقع البحث في تحديد النوع الأفضل، فذهب مشهور السنّة إلى أفضلية الإفراد، وذهبت الإمامية إلى أفضلية التمتّع. قال في الجواهر: «لا خلاف أيضاً في أفضلية التمتّع على قسميه لمن كان الحجّ مندوباً بالنسبة إليه لعدم استطاعته أو لحصول حجّة الإسلام منه.
والنصوص مستفيضة فيه أو متواترة بل هو من قطعيات مذهب الشيعة، بل في بعضها عن الصادق عليه السلام: لو حججت ألفي عام ما قدمتها إلّامتمتّعاً» 6.
وقد سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن ذلك فأجاب عليه السلام: «إنّ عليّاً عليه السلام كان يقول لكلّ شهر عمرة، تمتّع فهو واللّٰه أفضل. .» 7، خلافاً لما ترويه المصادر السنيّة عنه من