43حمل (السمت) فيه على الخطّ المتوهَّمامتدادُه مِن المستقبِل في الصوب الذي يستقبله.
وهو كما ترىٰ.
والظاهر أنّ مراد العلّامة ما ذكرناه قُبيل هذا، وأنّ المراد بالسمت في تعريف ( الذكرىٰ) : هو الامتداد المعترِض، لا الطولي.
وكيف يُظنّ بهذين الشيخين - طاب ثراهما - القول بأنّ عين الكعبة قِبلة للبعيد؟ ! مع أنّهما مصرِّحان في كتبهما بخلافه، بل لم يذهب أحد من علمائنا إلىٰ ذلك، وإنّما هو مذهبُ بعض العامة 1.
توضيح:
الباعث على اشتراط الشيخين - أعلىٰ اللّٰه قدرهما - أن يجوّز علىٰ كلّ بعض من ذلك المقدار 2أن يكون هو الكعبة، المحافظة علىٰ طرد التعريف، لصدقه بدونه علىٰ مقدار يُقطع أو يُظنّ عدم وقوع الكعبة في بعض أجزائه، كمجموع خطّ ( ز - ح) فإنّه يقطع بعدم خروج الكعبة عن مجموعه، مع أنّه ليس هو بمجموعه الجهة، وإنّما الجهة بعضه، أعني خطّ ( ب - ج) 3( فلا يجوز استقبال شيء من أجزاء خطّ ( ز - ب) 4، ولا خطّ ( ج - ح) ، وهذا ظاهر.
وأمّا سبب تقييدهما بالقطع بعدم خروج الكعبة عن مجموع ذلك المقدار، فلأنّه لولا هذا القيد لصدق التعريف علىٰ خطّ ( ه - ج) 5مثلاً، فإنّه يجوز علىٰ كلّ جزءٍ منه أن يكون هو الكعبة، مع أنّه بعض الجهة لا نفسها، فإنّ الجهة تبطل الصلاة بالخروج عنها، وليس خطّ ( ه - ج) كذلك.
ومن هذا يظهر عدمُ مانعيّة التعريف السادس، لصدقه علىٰ قوس ( ك - ي) مثلاً.
ونحن لمّا اعتبرنا في التعريف الأخير « أعظم سمت» سَلِمَ طردُه من هذا الخدش.
* * *