272المسلمين - مع بيان منهج الوحدة ودستورها - قال تعالى: وللّٰه على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً. . . ولمّا كان الحج يمثِّل مؤتمراً إسلامياً جامعاً سنوياً، فقد أراد اللّٰه سبحانه وتعالى أن يبيِّن منهج الجماعة وهديها. . . إنّه الاعتصام باللّٰه، والإيمان الصادق به وتسليم الأمر والاستسلام للخالق وحده، ووصلاً لآيات فرضية الحج قال تعالى: وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللّٰهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّٰهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * 1.
اُنظروا يا أهل التلبية أنّ هذه الشعيرة التي تدافعتم إلى أدائها رجالاً وعلى كلّ ضامرٍ من كلّ فجٍّ عميق، في وحدة ناطقة، لها منهج. . . صحيح أنكم أحرمتم في الميقات. . . استوى الأثرياء والفقراء، حين تجرّد الجميع من الثياب والرياش. . .
وحين ارتدى الجميع هذا الزيّ الموحَّد. . . المتواضع. . . زالت كلّ الفوارق. . . إنّها وحدة نادرة ناطقة بأروع بيان. . . ولكن الأمر أعمق من وحدة شكلية. . . الوحدة الشكلية الخالية من المنهج هي التي تجمعنا الآن. . . هذا هو الواقع. . . إنّها الحقيقة الأليمة. . . كيف لا نتأمّل. . . كيف لا نستشعر التكليف الحقيقي من وراء هذه الوحدة. . .
الوحدة أصبحت استراتيجية العالم المعاصر. . . عند تحقّق وحدتنا بالمنهج الإسلامي، نكون أقوى وأوثق، وتكون الجماعة الإسلامية صاحبة القيادة والريادة للبشرية. . . منهج وحدة الجماعة الإسلامية، أن تعتصم الجماعة الإسلامية أن تلتزم وجوباً بالايمان والتقوى يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا اللّٰه حقّ تقاته. . . . . .