153ضياع طاق كسرىٰ. . .
وهؤلاء القوميون الخبثاء بكوا كثيراً على اندحار السلاطين الفرس على يد الاسلام!
ومثل هذه الروح المعارضة للقرآن أوجدها المستعمرون في البلاد العربية وغير العربية» .
السموم الطائفية
وليت الأمر يقتصر على الغفلة، وإثارة النعرات القومية، فهناك ما هو أخطر من هذه وتلك، وهو الأيدي التي تدس السم في العسل، خلال موسم الحج، وتعمل على تعميق تخلّف المسلمين وتشتتهم وتباعدهم.
هذه الأيدي الخفيّة التي انكشف عنها القناع، بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران، تحاول أن تعقّد أوضاع المسلمين أكثر ممّا عليه الآن، بتوزيع الكتب السامّة المثيرة للعنعنات الطائفية والقومية، للإيغال في تمزيق صفوف المسلمين، وتوسيع الثغرة التي ينفذ منها أعداء الاسلام الى ربوع العالم الاسلامي، يقول الامام: «المسلمون ينبغي أن يشهدوا منافع لهم، في هذا الحشد الاسلامي الكبير، لكن ما يحدث - وللأسف الشديد - هو العكس من ذلك. فالاقلام المأجورة المسمومة المفرّقة بين صفوف المسلمين تتحرّك في هذا التجمّع لمصادرة أهداف الوحي الالهي، فتنشر في مهبط الوحي أوراقاً مفرّقة للصفوف مثل (الخطوط العريضة) مليئة بالأكاذيب والافتراءات» .
ورغم خطورة إثارة النزعة القومية، فإنّ الامام رحمه الله يحذّر من مغبّة الفتنة الطائفية: «هناك ما هو أخطر من النعرات القومية وأسوأ منها، وهو إيجاد الخلافات بين أهل السنة والشيعة، ونشر الأكاذيب المثيرة للفتن والعداء بين الأخوة المسلمين» .
ثم يشير رضوان اللّٰه عليه الى مسألة طالما أثارها المتصيدون في الماء العكر، وما يزالون يعزفون على أوتارها الصدئة: «في اطار الثورة الاسلامية في ايران لا يوجد - وللّٰه الحمد - أي اختلاف بين الطائفتين، فالجميع يعيشون معاً متآخين متحابين.
أهل السنّة المنتشرون بكثرة في ايران،