39سائرها لم يُغيّر منها شيئاً.
ثمّ إنّ عبدالملك لمّا حجَّ ذلك العام وسمع حديث عائشة من الحارث بن عبداللّٰه المخزومي ندم علىٰ ذلك، فجعل ينكث بقضيبه في الأرض ساعةً طويلةً منكساً، وقال: وددتُّ واللّٰه أنّي تركت ابن الزبير وما تحمل من ذلك، كذا ذكره النجم عمر بن فهد. 1انتهىٰ ما أردنا نقله مِن تاريخ القطب في هذا الموضوع، وفي النقل اختصار، ومخالفة فيبعض المواضع لترتب النقل في الأصل علىٰ وجه لم يتغير به شيء من المعنى.
وقال الشيخ جمال الدين، محمد جار اللّٰه بن محمد نور الدين بن أبي بكر بن علي بن ظهيرة القرشي المخزومي في تاريخه الذي سماه ب «الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها والبيت الشريف» وقد انتهى تاريخه بعام خمسين وتسعمائة، قال في الباب الثالث مِن تاريخه فيما يتعلق ببناء الكعبة الشريفة: «اعلم أنّ الكعبة - زادها اللّٰه شرفاً - بُنيت مرات، قال في «منهاج المتائين» بنيت خمس مرات: بناء الملائكة وقيل آدم عليه السلام، بناء الخليل عليه السلام، بناء قريش، بناء عبداللّٰه بن الزبير، بناء الحجّاج.
وقد قيل: إنها بُنيت مرتين اُخرتين [ أخريين ] ، بناء العمالقة بعد ابراهيم عليه السلام، ثم بنته قريش واللّٰه اعلم» انتهى.
ثم نَقَل عن الفاسي بناءها عشر مرات، كما مر حكايته عن القطب.
ثم قال: «وفي منسك الجَدّ أنّها بُنيت خمس مرات، بناء الملائكة، بناء آدم عليه السلام، بناء ابراهيم عليه السلام، بناء قريش، بناء ابن الزبير، ثم هدم الحجّاج بعضه وبناه.
قال: وفي «الروض الانف» للسهيلي: «إنّ أول مَن بنى الكعبة شيث بن آدم عليه السلام، وذكر في موضعٍ آخر أنّ الملائكة هي التي أسّست الكعبة» .
وذكر القاضي تقيّ الدين أيضاً أنه وجد بخط عبداللّٰه المرجاني: أنّ عبدالمطلب جَدّ النبي صلى الله عليه و آله بنى الكعبة بعد قُصي بن كلاب، وقبل بناء قريش.