182وفيها الفاتيكان مقر البابوية، وكان للإصلاح الكاثوليكي بعد عام (1527) م أثر في استفادة البلاط البابوي - بعد أن خرب جنود شارل روما عام 1527م - وكذلك استعاد مكانته وسلطته الروحية. استمرت روما في الازدهار والإفادة من وفود جموع الحجاج عليها 1.
وروما من كُبرىٰ مُدن ايطاليا، ويرقىٰ تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد. كانت فيما ما مضىٰ عاصمة الجمهورية الرومانية، ثم عاصمة الامبراطورية الرومانية، ثم عاصمة المقاطعات البابوية. . . وهي اليوم عاصمة الجمهورية الإيطالية، والعاصمة الإدارية والروحية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية بوصفها مقرَّ الكرسي الرسولي (في الفاتكان) 2.
جاء في تاريخ الحضارات العام:
«فإننا نشاهد عناصر عديدة من المسيحيين تقوم في العاصمة روما، ملتقىٰ جميع الملل والطوائف، ومحجّة الشعوب علىٰ اختلافها» 3.
وروما المدينة الجميلة ذات الطبيعة الخلابة والآثار الجذابة ومقر الكنيسة الكاثوليكية ومقر الكرسي الرسولي، التي تستهوي القلوب المسيحية التي تعلقت بشخص عيسى المسيح عليه السلام، اعتُبرت كنيستها والآثار المحيطة بها، محجّة سنوية ومركزاً تجارياً وترفيهياً.
والحج لهذه المدينة الأثرية - في اعتقادنا - ما هو إلّانزهة سنوية ترفيهية اكثر مما هي معنوية الهية أو روحية.
إنّ هذا النوع من النزهة السنوية ممكن في كل مكان وزمان، ولم يتوفر على أيّ من شروط الحج، ونحن نعتقد وتبعاً لما نعرف من الأوضاع الاجتماعية المتردية في الغرب، لابد وأن يصاحب هذه السفرة السياحية قضايا وامور انحرافية لا أخلاقية مما لا يرضى اللّٰه بها ولا السيد المسيح نفسه، فكيف يطلقون علىٰ هذه النزهة «حجاً» ؟ !