100والتراخي اللذين هما محل كلامنا.
الفور لغةً: مِن فار يفور فوراً وفوراناً، وهو مأخوذ من قولهم: فار الماء يفور فوراً: أي خرج من الأرض متدفقاً، ومن فارت القدر أي اشتدّ غليانُها، وسارع ما فيها إلى الخروج. .
ثم استعمل في الحالة التي لا بطء فيها. .
فالفور: العجلة والسرعة، ولهذا يعبّر بالفور عن الغضب والحدّة؛ لأن الغضبان يسارع إلى البطش بمن غضب عليه، وهو مصدر؛ يعبر به عن أول الوقت، فيقال: أتيتُ من فوري، ورجعتُ من فوري، وفعلتُ ذلك من فوري، وفوراً وفور وصولي، أي في الوقت نفسه أو في أول الوقت، وقبل سكون الحالة أو الأمر الذي أنا فيه، والذي لا يتحمل الابطاء ولا التراخي.
وفي الآية ( . . ويأتوكم من فورهم. .) أي من وقتهم أو ساعتهم. . 1.
وأما اصطلاحاً: فالمقصود بالفور هو: كون الأداء في أول أوقات الإمكان 2أو المبادرة إلىٰ تنفيذ الأمر بمجرد سماع التكليف مع وجود الإمكان، وإلّا كان المكلّفُ مؤاخَذاً.
التراخي لغةً: مصدر تراخىٰ من رخا. . . رخاءً: أي اتسع فهو رخو، ورخِي الشيء رُخاً ورُخاءً أي صار رِخواً وليناً ومنه الآية ( فسخرنا له الريحَ تجري بأمره رُخاءً حيث أصاب) أي تجري لينةً طائعةً. .
ويُقال: أرخىٰ له العِنانَ أي خلّاه وشأنه. . وتراخىٰ: فتر، وتأخر، وتباطأ، ولهذا يقال: تراخىٰ عن الأمر: أي تقاعد وتقاعس عنه.
وتراخت السماء: أبطأت بالمطر. .
وتراخى ما بينهما: تباعد. . فيقال: إن في الأمر تراخياً، أي: امتد زمانه، وفي الأمر تراخي، أي: إن فيه فسحةً وامتداداً. . 3.
وأما اصطلاحاً: فهو كون الأداء متأخراً عن أول وقت الإمكان إلىٰ مظنة الفوت 4.
أو تخيير المكلف بين الأداء فوراً عند سماع التكليف، وبين التأخير إلىٰ