203ناقضين لعهده، مغيّرين لسنّته. ولو حملت الناس علىٰ تركها وحولتها إلىٰ موضعها وإلىٰ ما كانت عليه علىٰ عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لتفرّق عنّي جُندي حتىٰ أبقىٰ وحدي!
ثمّ قال كمثال: أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم عليه السلام فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله. . . إذاً لتفرّقوا عنّي 1.
ويظهر من هذا الخبر أنه عليه السلام كان يرىٰ ما عمله الوالي قبله في ولايته من نقل المقام من مكانه بجوار البيت إلىٰ حيث هو اليوم، عملاً خالف فيه رسولَ اللّٰه متعمداً خلافه ناقضاً لعهده مغيّراً لسنّته! وإنما منعه عليه السلام أن يحوّل المقام مثلاً إلىٰ موضعه الذي وضعه فيه رسولُ اللّٰه صلى الله عليه و آله كما كانت علىٰ عهده، إنما منعه عن ذلك خشيته أن يتفرّق عنه جنده حتىٰ يبقىٰ وحده بلا ناصر ولا معين علىٰ أمر الدين، كما حكى اللّٰه تعالىٰ عن لسان هارون اعتذاراً لأخيه موسىٰ عليهما السلام بعد عودته من ميقات ربّه:
. . . إني خشيتُ أن تقول فرّقتَ بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي 2.
وعليه، فلا مانع من تحويل المقام إلىٰ موضعه الذي وضعه فيه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كما كانت علىٰ عهده، ويُعمل من الأمر باتخاذه مصلّىٰ علىٰ ما قال صلى الله عليه و آله: «إذا أمرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم» وكما قال تعالىٰ: لا يكلف اللّٰه نفساً إلّاوسُعها 3و إلّا ما آتاها 4.
الهوامش: