۶وتزول كل المخاوف والحبائل الشيطانية والارتباطات القلبية المادية، وتزهر الحرية، وتنكسر القيود الشيطانية والطاغوتية التي أسرت عباد اللّٰه.
سيروا إلى المشعر الحرام وعرفات وأنتم في حالة إحساس وعرفان، وكونوا في أي موقف مطمئني القلب لوعد اللّٰه الحقّ بإقامة حكم المستضعفين. وبسكون وهدوء فكّروا بآيات اللّٰه الحقّ، وفكّروا بتخليص المحرومين والمستضعفين من براثن الاستكبار العالمي، واطلبوا من الحقّ تعالىٰ في تلك المواقف الكريمة تحقيق سُبل النجاة. بعد ذلك عندما تذهبون إلىٰ منىٰ اُطلبوا هناك أن تتحقّق الآمال الحقّة حيث التضحية هناك بأثمن وأحب شيء في طريق المحبوب المطلق، واعلموا أنه ما لم تتجاوزوا هذه الرغبات، التي أعلاها حبّ النفس وحبّ الدنيا التابع لها، فسوف لن تصلوا إلى المحبوب المطلق. وفي هذا الحال ارجموا الشيطان، واطردوا الشيطان من أنفسكم، وكرروا رجم الشيطان في مواقع مختلفة بناء على الأوامر الإلهية؛ لدفع شرّ الشياطين وأبنائهم عنكم.
إن هذا السفر الإلهي الذي تذهبون إليه، وترجمون فيه الشيطان، وإذا ما كنتم - لا سمح اللّٰه - من جنود الشيطان سترجمون أنفسكم أيضاً. يجب أن تكونوا فيه رحمانيين، وأن تصبحوا رحمانيين، حتىٰ يكون رجمكم رجمَ أتباع الرحمن، وجنوده للشيطان، وأنتم تقفون في تلك المواقف والمواضع الكريمة، معاذ اللّٰه أن يتلوّث وقوفكم بشيء خلاف الشرع، أو يتلوّث بالمعصية، ففضلاً عن إراقة ماء الوجه أمام اللّٰه تسقط كرامة الإسلام في الدنيا. اليوم كرامة الإسلام متقوّمة بوجودكم، أنتم الذين تذهبون جماعات جماعات إلىٰ تلك المواقف الكريمة، ويشاهدكم سائر المسلمين من شتىٰ بقاع الدنيا.