238عداوة عدوّك، وأنت تستطيع أن تدعو اللّٰه عليه فيستجيب دعاءك ويهلكه؟
قصدي من هذه الأسئلة أنك إذا ملكت وسائل وأسباباً غير عادية، أو قدرة على صنع المعجزة، هل تستطيع أن تعيش بالأسباب العادية والقوانين المادية الطبيعية؟
- لا أظن أنّي أستطيع ذلك، ولذا أقول: إنّه لا يمكن للإنسان أن يجمع بين علم الباطن والعمل بعلم الظاهر.
- أمّا نبيّنا وأهل بيته فيمكنهم ذلك بمعونة اللّٰه - تعالى - وعصمته، وهذا هو الفرق بينهم وبيننا! !
قم بنا يا صاحبي فقد طال بنا الجلوس. . . .
* * *
من ذلك اليوم لم يعفني صاحبي من أسئلته واستفهاماته عن مكانة الإمام المهدي عند اللّٰه تعالى، وعن معيشته وعمله. . . وكأنّ ذلك صار شغله الشاغل!
وصار الجلوس في المسجد عند جدار البقيع لمدّة طويلة محبباً إليه. .
كان يجلس طويلاً متفكّراً، أو يقرأ القرآن. . أو يذكر اللّٰه تعالى. .
رأيته يوماً جالساً في المسجد. .
فجلست إليه وقلت له: حدّثني يا مرتضى عن عالمك، بماذا تفكّر؟
- بل أنت حدّثني عن تنزّل الملائكة في ليلة القدر، وما هو البرنامج الذي يأتون به إلى صاحب الأمر روحي فداه؟
- وما علمي بذلك يا مرتضى. .
الذي أعرفه من ذلك قوله تعالى:
تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم من كلّ أمر وقد ورد في الرواية أنّ عمر بن الخطاب سأل النبيّ صلى الله عليه و آله لماذا يرق قلبه عندما يقرأ هذه السورة أكثر مما يرقّ لغيرها؟ فأعاد النبيّ قراءتها حتى وصل إلى قوله تعالى:
من كلّ أمر ثمّ قال لعمر:
وهل بقي بعد هذا شيء، قال: كلا.
وهذا الحديث يدلّ على تنوّع الأوامر والأمور النازلة في ليلة القدر على قلب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، أو على قلب حجّة اللّٰه في أرضه!