191رسول اللّٰه إلّاالاذخر 1فإنه لقينهم ولبيوتهم؛ فقال: لا، إلّاالاذخر» . ونحوه حديث أبي شُريح، أخرجهما مسلم وغيره.
ثمّ قال أيضاً: وفي صحيح مسلم أيضاً عن عبداللّٰه بن زيد بن عاصم أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال: «إن إبراهيم حرّم مكّة ودعا لأهلها، وإني حرّمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكّة، وإني دعوت في صاعها ومُدّها بمثل ما دعا به إبراهيم لأهل مكّة» .
قال ابن عطية: «ولا تعارض بين الحديثين؛ لأن الأول إخبار بسابق علم اللّٰه فيها وقضائه، وكون الحرمة مدّة آدم وأوقات عمارة القطر بإيمان. والثاني إخبار بتجديد إبراهيم لحرمتها وإظهاره ذلك بعد الدثور. وكان القول الأول من النبي صلى الله عليه و آله ثاني يوم الفتح إخباراً بتعظيم حرمة مكّة على المؤمنين بإسناد التحريم إلى اللّٰه تعالىٰ، وذكر إبراهيم عند تحريم المدينة مثالاً لنفسه، ولا محالة أن تحريم المدينة هو أيضاً من قبل اللّٰه تعالىٰ ومن نافذ قضائه وسابق علمه» .
ثمّ نقل القرطبي قولاً للطبري: كانت مكّة حراماً فلم يتعبد اللّٰه الخلق بذلك حتىٰ سأله إبراهيم فحرّمها.
أقول: إن من الأدلة علىٰ أنها كانت حراماً قبل دعاء إبراهيم هو الآية القرآنية ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرّم لاحظ بيتك المحرّم فهذا خير دليل قرآني علىٰ أن البيت محرم قبل دعاء إبراهيم. ويبدو أن هذه الحرمة ملازمة لأصل البيت منذ لحظته الأولىٰ.
والدليل الآخر الروايات التي منها قول الرسول صلى الله عليه و آله: إن اللّٰه حرم مكّة قبل خلق السموات والأرض. .
وهنا نورد ما ذكره الشيخ الطبرسي في تفسيره فيقول في تفسير هذه الآية:
إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً يعني مكّة أي اجعله ذا أمن كما يقال:
بلد آهل أي ذو أهل. قيل: معناه يأمنون فيه كما يقال: ليل نائم أي ينام فيه. قال ابن