244قال صلى الله عليه و آله و سلم (من أخاف اهل المدينة اخافه اللّٰه، وعليه لعنة اللّٰه والملائكة والناس أجمعين) 1.
ولمّا مرّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بالحرّة وقف فاسترجع وقال: (يُقتل في هذه الحرّة خيار أمّتي) 2.
العوامل والاسباب البعيدة للواقعة
لم تكن الواقعة وليدة عام 63ه ولم تكن مفاجئة للحكم الأموي أو لأهل المدينة أو للمسلمين عموماً، بل تظافرت عوامل وأسباب عديدة لتتفجر في تمرد واسع قام به أهل المدينة، وكان يزيد يتوقع ذلك منهم حسب وصّية أبيه معاوية له حيث جاء فيها: (إن رابك منهم ريب أو انتقض عليك منهم أحد فعليك بأعور بني مرّة مسلم بن عقبة) 3.
ويمكن تحديد العوامل والأسباب البعيدة بمايلي:
أولاً: هواجس الأنصار من وصول الأمويين للحكم.
كانت للأنصار هواجس ومخاوف من وصول الطلقاء إلى الحكم سواء كانوا من بني أمية أو من غيرهم أعلنوا عنها بعد وفاة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وبالخصوص في اجتماع السقيفة سنة 11ه، وكان الحباب بن المنذر يخاطب الأنصار والمهاجرين مؤكداً هواجسه من ذلك (أما واللّٰه وكأني بأبنائكم، وقد وقفوا علىٰ أبوابهم يسألون الناس الماء فلايُسقون. . . هيهات ياأبابكر. . . اذا مضيت أنا وأنت وجاءنا قوم من بعد يسومون أبناءنا سوء العذاب، واللّٰه المستعان) 4.
وفي مقطع آخر من الحوار قال الحباب: (منّا أمير ومنكم أمير، إنا واللّٰه ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنّا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم واخوانهم) .