240
المعابدة:
هي اليوم أحد أحياء مكّة، وتقع بين المنحنىٰ إلىٰ شعبة النور إلى البياضة، وسبب ذكرها هنا أنّىٰ رأيت أحدهم تمحل فقال: إنّها منسوبة إلىٰ امرأةتدعىٰ أم عابدة، كان الجمّالة يعقلون جمالهم عندها إذا هبطوا مكّة، وهذا القول مفند لسببين:
1 - إنّ الجمالة الذين كانوا يهبطون مكّة من الناحية الشرقيّة ما كانوا ينيخون في المعابدة لبعدها عن السوق، وكانت سوقهم هي المعلاة، ما بين موقع البريد اليوم إلى المسجد الحرام، وقد أدركنا آخر العمل على الجمال بين 64 و1372ه، فكانت المناخات حول الحلقة القديمة من زقاق الراقوبة إلى الفلق إلىٰ دحلة الجن.
2 - ذكر التقي الفاسي المعابدة في ترجمة: محمّد بن عمر المعابدي المتوفىٰ سنة782ه، ثمّ قال: والمعابدي نسبة إلىٰ موضع بظاهر مكّة 1. وكانوا يرون آنذاك كلّما تجاوز سوق المعلاة، خارجاً عن مكّة. وبهذا النصّ يظهر لك أنّ المعابدة كانت ضاحية من ضواحي مكّة قبل سبعة قرون.
المعلاة:
مكة عموماً تقسم جغرافياً إلىٰ: معلاة ومسفلة. فالمعلاة كلّما ذهبت من المسجد الحرام مصعداً، والمسفلة كلّما ذهبت منه هابطاً. ولكن عامّة النّاس لا يعرفون اليوم من المعلاة إلّامقبرة مكّة؛ لأنّها تسمّىٰ مقبرة المعلاة، ويحرفونها فيقولون (المعلا) ، وكانت مقابر مكّة كمقابر العرب عموماً يدفن كلّ شخص في قبر مستقلّ، حتّىٰ قام الشيخ محمّد بن علي بن سليمان فشرع يوم الأربعاء 29 ربيع الثاني سنة 1086ه في هدم قبور المعلاة، وبنىٰ مقبرة خاصّة ذات جدر