10دينيّة، لا يتردّد في الحكم علىٰ أن تضييع رصيد الحجّ العظيم، وفقدان هذا السند الإلهي المستحكم للإسلام والمسلمين خسارة لاتعوَّض وذنب لا يُغتفَر.
إنّ ما تعانيه الدول الإسلامية من ضعف، وما يوجد بينها من تمزّق مؤلم حقيقة لا يمكن كتمانُها أو إنكارها. العالم العربي دفع بنفسه اليوم إلىٰ حالة لا يستطيع معها - مع الأسف - أن يدخل ساحة الحرب حتّىٰ ليوم واحد مع العدو الغاصب لأراضيه، وأن يدافع عن الشعب اللبناني الذي أضحىٰ ضحية جرائم الكيان الصهيوني الغاصب.
نحن نرى المعدّات الحربية الجوّية ومعدّات الدفاع الجوّي المشتراة بأثمان خيالية من مصانع الغرب تملأ مستودعات هذه البلدان، بينما تقصف طائرات الصهاينة بحرية بيوت الشعب العربي اللبناني، وتهدم عليهم منازلهم، ولاتستطيع أية واحدة من هذه الدول أن تقطع الطريق أمام هذا القصف الوحشي وتمنعه.
هذه الحقائق المرّة لو أضفت لها ما تمارسه القوىٰ الاستكبارية من نفوذ سياسي، ومن هجوم دون مانع للسيطرة الثقافية التامّة علىٰ كثير من هذه البلدان، وما تشهده الساحة من مصائب فادحة تنذر بالخطر، فإنّها كافية لكلّ ضمير حيّ وعقل سليم أن يتوصّل إلىٰ أن البلدان الإسلامية والشعوب الإسلامية والعيّنة الإنسانية المجتمعة حول الكعبة المشرفة، والمواقف المباركة في أرض الوحي بحاجة أكثر من أي وقت مضىٰ إلىٰ معنى الحجّ وروحه وقوّته المودعة فيه، ولا بدّ لها من أن تستثمر عطاءه.
هذا هو حديثنا عن الحجّ وهذا هدف دعوتنا إلىٰ إحياء الحجّ وسائر شعائر الإسلام الحياتية.