55النسبية المكانية في القرآن وفي الحج خاصةً « جعل اللّٰهُ الكعبةَ البيتَ الحرامَ قياماً للنّاس» 1.
النسبية المكانية هذه توِّلد لنا المعالجات والأسلوبية المتطورة، وتلائم بين المكان في الخارج وحسيته الواقعية، وبين المحتوى الديني الثابت لفريضة كالحج.
فعنصر المكان هنا لم يكن مقترحاً من الخارج لتفسير النص، كما لم يكن مساعداً كيمياوياً مؤقتاً في تجربة النص والحج، وإنما لكي ينسحب الجدل ومعه صعوبات الانسجام فإن عنصر المكان نابعٌ من ذات الصورة المعنوية للقرآن، وارتبط بجملة رموز طبيعية تسجل للناقد الشكلية الجمالية النسبية؛ ولهذا تأخذ المشاهد المقدسة تسلسلها في القيمة والوسيلة العبادية دون أي انفراط أو ترّخص في أيٍّ من مكونات عبادة الحج.
الصورة الجمالية الثانية:
الصورة الأولىٰ كانت قد تناولت الصيغة الجمالية لمفردة حاج واحد علىٰ انفراد، ولذلك فهي إجراء فني نقدي قرآني يصمم لحالة العلاقة المثالية بين ما يجب أن تكون عليه كائنات الطبيعة في ارتباطاتها مع الحج والحاج، أي إن الصورة الفنية وإن كانت لا تركَّز علىٰ حكم معين إلّاأنها تستبطن دعوة اجتماعية كونية يتعاطف فيها الإنسان مع غيره من كائنات الوجود. . دعوة أرقىٰ ما يكون عليها حالة الحج والحاج الحقيقية. . . ولذلك اختير المكان وينابيعه القصية (فج عميق) ليمهد إلىٰ تمارين أولية. . وهو رسم على المكان. . . إذ توفرت أفعال ومفاعيل وروابط وأهداف وتحولات بين المنبع المكاني الواحد وحتىٰ مفتاح الميقات.
الصورة التي نحن بصددها هي: أن الآية السابقة تثير في الاجتماع الإنساني