211الشيعة، فيميز بين ما يؤمنون به وما اتهموا به. والعجيب أننا إذا ردّ بعض علمائنا تهماً وشبهات تثار حول الشيعة قال الآخرون إن هؤلاء أهل تقية.
نعم إن قلتم هذه التهمة ليست عندنا، قالوا عنكم أنتم أهل تقية.
عندنا تقية ولكن الآن نحن لا نخاف من أحد، الشيعي يخاف من السني في زمن العثمانيين والصفويين فقد كانت هناك تقية، فالسنة في ايران كثيرون وفي مناطقهم كان هناك خوف، مشاجرة وخلاف بينهم تبعاً للخلاف بين الصفويين والعثمانيين فجرّ الخلاف الى السنة والشيعة وتوسع. وكان السبّ والشتم الموجود في كتب السنة والشيعة لأسباب سياسية. فكان أصحاب هذهِ الكتب إما من العثمانيين ضد الشيعة وإما من الصفويين ضد السنة. أما الآن فلا يوجد خوف عندنا. والتقية التي عندنا اليوم هي تقية مداراة، وهذهِ وظيفة لنا، فعندما تدخل مسجداً لأبناء السنة - وحسب فتوى الإمام الخميني - فعليك أن تصلي وراءَهم، لهذا ترى الايرانيين يصلون جماعة في مساجد أبناء السنة توحيداً لصفوف المسلمين، كما أن اخواننا السنة يصلون في مساجد الشيعة لأنه توحيد لصفوف المسلمين في خندق واحد ضد أعدائهم.
على ما نقول نصل الى نتيجة حتمية بأن كل الاختلافات التي بيننا كانت على أساس تاريخي وسياسيوالقليل منها على أساس ديني. فلو قسمنا الخلافات الى عظمى ووسطى وصغرى، نجد أن العظمى هذه نتيجة سياسية، نتيجة للقتال بين معاوية وعلي.
تقول إن السياسيين استغلوا الخلافات العقائدية وأذكوها، هذه هي القصة.
والى يومنا هذا إذا تخاصمت دولة في افريقيا وأخرى في آسيا، وصار كل منهما يرجح موقفه أنه هو الصواب ويصف الآخرين بأنهم كفرة وملحدون وأنه