174
اَلاٰل أو جبل الرحمة:
جاء ابن هشام إلى الحجاز لأداء الحج، فلما قدم المدينة، ورد عليه كتابٌ من أبيه هشام بن عبد الملك، «أن قف بالناس على اَلال» ، فقرأه فلم يدرِ ما اَلالُ، فبعث الى الزهري، فدعاه، فقال: إن كتاب امير المؤمنين ورد بأن قف بالناس علىٰ اَلالَ فأي شيء عندك؟ فقال له الزهري: إنّ فتىً من أهل العراق قد قدم عليّ يطلب العلم، فلعل عنده من هذا علم (علماً) فأرسل الزهري، بطلب الفتىٰ وهو - ابو بكر الهذلي - فجاء الهذلي واطلعه ابن هشام على الأمر وطلب منه الجواب، فقال: هو جبل عرفة الذي يقف عليه الناس، فسأله الزهري: فهل عندك على هذا شاهد؟ قال نعم: فقرأ شعراً أنشده النابغة الذبياني:
بمصطبخاتٍ من أضاف وثَبْرة
يُرِدْنَ ألالاً سَيْرُهن التَدافُعُ
فأعجب ذلك ابن هشام، فدعا له ووهبه مالاً وكساه 1.
وفي رواية أنّ: رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقف على النابت أمام الجبل الذي يسمىٰ ألال (ألالاً) ، حذو الجبل الذي يسمىٰ مسلم (مسلماً) وهو حَبْل المشاة بين النَبْعة والنُبَيْعة 2.
وجبل الرحمة الذي يسمىٰ اِلالاً أيضاً - بكسر الهمزة والتخفيف - اسم الموضع الذي نزلت به الملائكة لنصرة جيش المسلمين وهو إلى اليسار باتجاه الصفراء 3.
الوقوف في عرفات:
بناءً على ما يذكره التاريخ، وعلى مرّ العصور، كان اتباع الأديان السماوية، من الذين شُرِّع لهم الحجّ كفريضة، يقفون في عرفات أثناء الحج، وفي العصر الجاهلي أيضاً، كانت جماعة من جرهم وتأسّياً منها بإبراهيم الخليل