88ثم نوضح المفارقة بعد ذلك من خلال درسنا لعبارات اللغويين في معاجمهم.
والمواضع التي في منطقة الحج هي:
1 - جبل مطل أو مشرف على عرفات.
2 - قرية عند الطائف أو اسم الوادي كله.
3 - القرن الثعالب.
وإذا حاولنا أن نعين ونحدد موقع الموضع الأول الذي هو الجبل المطل أو المشرف على عرفات علينا أن نتعرف أولاً معنى (مطل) أو (مشرف) ، فانهم يقولون (أشرف على المكان) : اطّلع عليه من فوق، وكذلك (أطل على المكان) بمعنى أشرف أي اطلع عليه من فوق، ف (مطل) و (مشرف) إذا عُدّيا بحرف الجر (على) يترادفان على معنى واحد، وهو الاطلاع على الشيء أو المكان من فوق، أو قل: رؤيتهما من على مرتفع.
ومعنى هذا أن من يصعد الجبل المذكور يطل على عرفات ويراه، وهذا يعني أن الجبل المذكور إما هو واقع في جانب من جوانب عرفات، أو في مكان قريب منها يساعد على رؤيتها من فوقه.
وهناك حديث يُحدِّد فيه موقف رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم يوم الموقف في عرفة يستفاد منه أن الجبل المشرف على عرفات هو (جبل الرحمة) في عرفات فإنه قرن (أي جبل صغير منفرد) ، وأسود اللون كما وصف في الحديث، فقد جاء في (التاج) للزبيدي: «. . . (و) قرن (جبل مطل على عرفات) عن الأصمعي، وقال ابن الأثير: هو جبل صغير، وبه فسر الحديث: أنه وقف على طرف القرن الأسود» .
وقال البلادي في (معجم معالم الحجاز) : «قوله - يعني الأصمعي - (ومقصُ قرنٍ مطل على عرفات) : «ذلك ما يعرف اليوم باسم القرين، وجبل الرحمة وجبل