8إليه قبل آدم بألفي عام تريد أن تفنىٰ مسائله في أربعين عاماً.
لقد وصف اللّٰه الحجّ بأنّه « قياماً للناس» ، وأنَّ هذا التجمّع البهيّ يحوي منافع عظيمة للأُمة جمعاء. فكيف يوجد كلّ ذلك في مراسم وشعائر جليلة كهذه، وما هو سبيل الوصول إليها بالنظر إلى الأبعاد السياسية والثقافية والاجتماعية للحجّ دون الاهتمام الواسع بتلك الأبعاد وبذل قصارى الجهود في بحثها؟ وكيف الحصول على كلّ تلك المنافع وما زالت الأُمّة الإسلاميّة تحترق بنيران الفرقة، بينما تسعى الأيادي الظاهرة والخفيّة منها جاهدة لزرع بذور الحقد والغضب في قلوب أبناء القبلة الواحدة؟ لا ريب في أنّ الحجّ إنّما هو فرصة ثمينة تعطىٰ للمسلمين في المجتمع الإسلامي لكي يأتوا إلى الوطن الحبيب، تاركين وراءهم العصبية والجاهلية والإقليمية والعنصرية، فيجتمعوا ويبتكروا وسائل وطرقاً لرفع الجهل وسوء التفاهم وإزالة الأحقاد وترك الضغائن للاستفادة من هذه الفريضة ومنافعها وثمارها، وأن يأخذوا على عاتقهم الخَطْوَ الصحيح باتجاه استرجاع «العزّة المسلوبة» لهذه الأُمّة. وهذا علي عليه السلام، يقول:
«النّاسُ أعداءُ ما جَهِلُوا»
ولا يوجد موضع ولا مناسبة أفضل من الحج حيث تتمكن الأمة الإسلامية من إزالة الظلمة والجهالة عن المجتمع الإسلامي ومناخه، والتعرّف على حقائق الأحداث التي تجري داخل الأقاليم المسلمة كما هي، والتخلّص من الظنون السيّئة والآراء المنحرفة، وأن يساهموا في معرفة الوجوه الحقيقية لبعضهم البعض في ظِلّ الإدراك الصحيح والفضاء الفكري الحرّ الواضح.
لا جَرَمَ أنَّ المقالات التي ستتضمن في داخلها كلَّ أبعاد الحجّ تلك، وتبيّن للجميع الحلول القويمة للمسائل المطروحة، ستكون بحقّ مقالات مفيدة وفعّالة