6الأقلام الحرّة قد بذلوا جهوداً مشكورة وأبدوا همماً عالية، ملبّين بذلك دعوة أُسرة «ميقات الحج» على أكمل وجه.
وقد أشرنا من قبل إلى أنّ أبواب المجلة مفتوحة لتلقّي البحوث التي تتناول الأبعاد العرفانية والمعنوية للحجّ وتسبر غور أسراره وعلومه وفلسفته، وتبحث المسائل الفقهية، وتسلّط الضوء على العوامل ذات العلاقة من قريب أو بعيد بالسيرة النبوية العطرة من جهة وحياة أهل البيت عليهم السلام والصحابة الأجلاء والأحداث المهمة التي مرّت بهم في مكة والمدينة ومدن الحجاز الأخرى من جهة أخرى، والتعريف بالحوادث التي جرت في المراكز التأريخية واستكشاف وبيان ما في الأماكن والآثار التي لم يبق من أغلبها - للأسف الشديد - سوىٰ أسماء مجرّدة وحسب لتدونها في ذاكرة التاريخ.
ويمكننا القول من أنَّ البحوث التي نُشرت في الأعداد السابقة، التي تناولت الشؤون التأريخية والفقهية. . . نالت إعجاب الكثيرين وجلبت أنظار المثقفين وطلاب العلم على السّواء. وفي الوقت الذي نؤكد فيه ضرورة تعميق البحث والتقصّي في موضوع الفقه، نتمنّىٰ أن تواصل المجلة مسيرتها وخطّها الثقافي خلال الأعداد المقبلة، ونرجو الاخوة والعلماء الأفاضل أن يُديموا بحوثهم ويزيدوا دقتها بتناول المواضيع من مختلف أبعادها مضيفين على ما تحويه عمقاً وجدّية.
ولا شك في أنَّ التنوّع الحاصل في البحوث واختلاف دراساتها، وفي نفس الوقت وضع الهدف الموحّد لتلك البحوث نصب الأعين، والتخصّص الذي اتّسمت به المجلة كانت من جملة العوامل التي جلبت أنظار العلماء والمثقفين نحوها.
ومن خلال حرص الكثيرين من العلماء والباحثين على أن تكون المجلة