230مكان هذا المسجد إلى الشمال من قبور شهداء أُحد ومن الزبية، ويقع علىٰ سفح جبل أُحد، وكان ملاصقاً له، وهو علىٰ يمين الذاهب إلى الشِعب الذي فيه المهراس 1، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بمائة وخمسين متراً.
وهو مسجد صغير بُني بالحجارة منذ زمن الأتراك، وسوِّر بأسلاك حديدية، حتىٰ عُرف عند أغلب الساكنين هناك بالمسجد المسوّر.
وقد توهّم الأُستاذ غالي الشنقيطي صاحب كتاب الدرّ الثمين 2بقوله:
«وقد بُني في عهد المملكة العربية السعودية بناءً حديثاً وجميلاً» . فقد زرته في شهر رجب عام 1412 ه، ووجدته علىٰ حالته السابقة، ولا زال السور الحديدي محيطاً به.
ويظهر أنّه لم يره رأي العين المجرّدة، لأنّ المتبقي منه جدار واحد فقط، وهو الذي فيه المحراب، وأنّه رأىٰ مسجداً حديثاً وظنّه هو، والواقع أنّ المسجد الذي بُني بناءً حديثاً هو مسجد عبد اللّٰه المفوز، وسألتُ أحد ساكني المحلة قديماً بقولي:
هل كان مكان هذا المسجد (مسجد عبد اللّٰه المفوز) بناءً قديماً من الحجر؟ فكان جوابه: بعدم وجود أيّ حجر في مكانه، وأنّ أصله أرض بيضاء.
وسبب تسميته بمسجد الفسح قيل: 3إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم صلّىٰ فيه بعد انتهاء معركة أُحد صلاتي الظهر والعصر جلوساً، وصلّى الصحابة معه جلوساً، وذلك لما أُجهدوا من الجراح، ونظراً لضيق مساحته لم يجد بعضهم محلاً للصلاة فيه فنزل قوله تعالى: « يا أيّها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسَّحوا في المجالس فافسحوا يفسحِ اللّٰه لكم» 4.
وقيل: 5إنّ هذه الآية نزلت بسبب ضيق المكان في المسجد النبوي، وكان يوم جمعة. واللّٰه أعلم.
ويغلب علىٰ هذا المسجد اسم مسجد الفسح منذ القِدم، وهو مشهور