222المواضع التاريخية، وذا اسم بارز في السيرة. يأتي هذا الشعب من بين أبي قبيس عن يساره والخنادم عن يمينه فيصب في بطحاء مكة فيما يعرف اليوم بسوق الليل، فوق المسجد الحرام بما يقرب من ثلاثمائة متر، وكانت بئر بَذَّر - بتشديد الذال المعجمة - عند مصبه، فدخلت اليوم في توسعة شارع الغزَّة، فدم فمها ولم يبق له رسم.
وكان شعب علي مأهولاً، ومن أشدّ أحياء مكة ازدحاماً، غير أن كلّ بنيانه أزيل سنة 1410 ه ليكون من المرافق العامة ومواقف للسيارات بعد التوسعة الجديدة، وبقي مبني مكتبة مكة ماثلاً منفرداً بعد أن نفلت إلى الزاهر تمهيداً لهدم المحل.
إلّا أن مفاهمات أهل الخير حالت دون هدمه، ويقال: إنه مقترح اليوم أن يكون متحفاً لمكة، وسلامات يا سيد الموالد!
ويقول أبو طالب في هذا الشعب معاتباً قريشاً: 1جزى اللّٰه عنا عبد شمس ونوفلا
شِعْب الصُّفَيّ:
كذا ذكره الأزرقي، منسوباً إلى صفي السباب، وسيأتي صفي السباب، وقرنه في مواضع أوجبت إيراد شاهد هو:
إذا ما نزلتم حذو نزاعة الشوى
بيوت ابن قطر فاحذروا أيها الركبُ
وهذا الشعب مكانه، واللّٰه أعلم، بين البياضية وخطم الحجون مقابل ريع أذاخر من الجنوب الشرقي 2.