200عظيماً، وقتل عدداً من زعماء ورؤوس الشرك فأثبت بذلك أنه جندي شديد البأس يُقاتل بكفاءة وبسيفين، وبحماس منقطع النظير.
وببركة استشهاد حمزة، ورهطه الكرام في معركة أُحد، عمّ الإسلام واتسع انتشاره فيما بعد، إذ غرست شهادتهم في نفوس الصحابة فضيلة حبّ الجهاد والتضحية والإخلاص المتزايد، فالشهيد هو الذي يصنع النصر المستمر، ويصنع الحياة الجديدة، ويضع اللبنة الأساسية والقوية للتاريخ المشرق، الذي تفتخر به الأجيال إلى الأبد.
وماأحوجنا إلىٰ احياء شخصياتنا التأريخية أمثال حمزةبن عبدالمطلب رضى الله عنه وغيرهم من القادة الأفذاذ الذين سطروا صفحات التاريخ بالآثار والأفعال العظيمة والأخلاق الحميدة.
اسمه ونسبه وكنيته:
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، وينتهي نسبه بعد ذلك بعدنان 1. وأُمه هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وهي أم صفية 2ويلتقي نسب أبيه من نسب أُمه في كلاب بن مُرّة ويصعد النسبان معاً إلىٰ عدنان ثم إلىٰ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
وقد ورد عن نسب أُمه في كلّ من الكتابين «نسب قريش» للمصعب الزبيري 3وكتاب «الطبقات الكبرىٰ» لابن سعد 4بأنها هالة بنت أُهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة، حيث يلتقي عمود النسب كما أسلفنا بعدنان فإسماعيل بن إبراهيم. ومما يجدر ذكره في هذا الصدد، أن عبد مناف بن زهرة ولد «وهباً» ، وهو جدّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، لأمّه، آمنة بنت وهب 5.