20
البحث الأول:
[
فضيلة الحج من جهة السمع
]
أمّا الفضيلة، فمن وجوه:
الأول: قوله تعالىٰ: « وَأذِّنْ فِي النّاس بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رجالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» 1، قال قتادة: لمّا أمر اللّٰه عزّ وجلّ خليله إبراهيم عليه السلام أن يؤذّن في الناس، [ ف ] نادىٰ: « أنّ للّٰهبيتاً فحجّوه» .
وقال تعالىٰ: « لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ» 2، قيل: التجارة في المواسم والأجر في الآخرة، ولمّا سمع بعض السلف هذا قال: غفر لهم وربّ الكعبة.
الثاني: قال عليه السلام: «مَن حجّ ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه» 3.
وقد عرفتَ كيفيّة نفع العبادات في الخلاص من الذنوب.
الثالث: قال صلى الله عليه و آله و سلم: «ما رؤي الشيطانُ في يوم هو أصغر ولا أحقر ولا أغيض منه يوم عرفة» 4.
وما ذلك إلّالما يرىٰ من نزول الرحمة، وتجاوز اللّٰه عن الذنوب العظام، إذ يقال: «من الذنوب مالا يكفّرها إلّاالوقوف بعرفة» ، أسنده الصادق عليه السلام إلى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم 5.
وكان سرّ ذلك: ما يحصل من رحمة اللّٰه، ويُفاض على أسرار العبادة التي قد صفَتْ بشدّة الاستعداد الحاصل من ذلك الموقف العظيم، الذي يجتمع فيه العالم أشدّ اجتماع، فان الاجتماع سببٌ عظيمٌ في الانفعال والخشية للّٰهوقبول أنواره، كما سنبينه إن شاء اللّٰه.
الرابع: قال صلى الله عليه و آله و سلم: «حجّةٌ مبرورةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها، وحجّةٌ مبرورةٌ ليس لها أجرٌ إلّاالجنّة» 6.