82وبهذا وبغيره فإنّ ركنية الحج ثابتةٌ عند جميع المذاهب الإسلامية وبالتالي فقد حظي هذا الركن بأهمية بالغة وعظيمة - سواء في أحكامه ومناسكه أم في معارفه ومعنوياته وآثاره - على النفوس المؤمنة، ولذا فإنّ من أراد الحجّ والعمرة لابدّ له من أن لا يكتفي بمعرفة أحكامه ومناسكه ومواقفه وكيفية أدائه فحسب، بل ينبغي له التعرّف علىٰ ما يترتّب علىٰ تلك المناسك من التزامات روحية وأخلاقية لنفسه وللآخرين وعندئذٍ سيكون الحج مظهراً يجسّد الإيمان عبادةً وعملاً وقولاً، وصورةً رائعةً من صور الجمال الروحي ترافق الحاج منذ اللحظات الأُولىٰ لهذه الفريضة المباركة وعند عودته إلى وطنه وأهله.
كم هي عبادة جميلة تلك التي تترك آثارها على الإنسان؛ علىٰ إيمانه باللّٰه تعالى، وعلىٰ سلوكه وتعامله مع الناس!
حقاً، إنّ فريضة الحج ولادةٌ جديدة للإنسان، إذا استطاع أن يعيش آثارها ومعانيها، وإذا فتح قلبه لاستقبال أنوارها 1.
إنّ الإمام زين العابدين عليه السلام بيّن للشبلي 2مفاهيم الحج العالية؛ والآن نحن جميعاً - لا الشبلي وحده - بين يدي الإمام عليه السلام: