36و «حريز» المذكور هو أبو محمد حريز بن عبد اللّٰه الأزدي الكوفي السجستاني أحد الرواة والأصحاب الموثقين للإمام الصادق. وصاحب الكتاب الكبير «الصلاة» الذي كان مشهوراً جداً بين الشيعة 1فحريز هذا نقل الرواية المذكورة عن جابر بن عبد اللّٰه، ولابدّ من أن يكون نقله بواسطة، وهذا يوضّح معرفته بروايات جابر في الحج.
الثاني: في سنن الدارمي رواية بهذا السند: أخبرنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا معاوية بن عمار الدهني، عن أبي الزبير عن جابر، ثم ينقل أنّ الرسول الأعظم كان عند فتح مكة مرتدياً عمامة سوداء 2يبدو من قول «الذهبي» في «ميزان الاعتدال» أن «مسلم» في صحيحه نقل هذا الحديث أيضاً مسنداً إلى «معاوية بن عمار» عن أبي الزبير عن جابر، وعدّ الذهبي ذلك من متفردات معاوية بن عمار 3.
معاوية بن عمار هذا هو الذي ذكرنا من قبل أنه روى أكثر روايات الحج بما في ذلك حديث حجة الوداع التفصيلي عن الإمام الصادق. وسنقارن روايته برواية جابر.
مما تقدم يتضح أن دراسة «الحجّ في السنة» في إطار كتب أهل السنة المعروفة ينبغي أن تدور حول رواية جابر لحجة الوداع، وجابر هو أيضاً متفهّم لأهمية روايته إذ قال: «علىٰ يدي دار الحديث» 4. أما الدراسة في إطار أحاديث الشيعة فيجب أن تتخذ رواية «معاوية بن عمار» محوراً لها، ونحن فعلنا ذلك، وفيما يلي أسانيد هذه الرواية وطرقها ومصادرها.