236وعقب نزول هذه الآية، سمعتُ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول: ما علىٰ ظهر الأرض بيت حجر أو مَدر إلّاأدخله اللّٰه كلمة الإسلام بعزّ عزيز أو ذلّ ذليل:
أما بعزّهم فيجعلهم من أهلها، وأمّا بذلّهم فيدينون بها.
* * *
وما عرفتُ الحزنَ واللوعةَ، وألمَ الفراق وقسوته، حتىٰ داهمني الخبر المشئوم (نعي الحبيب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله) فكان نبأً عظيماً، وفاجعة جسيمة، ما لبثت حتىٰ زلزلة الدنيا، وانتشر دويها في الخافقين. . . حقّاً، إنّها لصدمةٌ، وكيف لا تكون كذلك وقد وصلت برسول اللّٰه القلوب، وجبلت علىٰ حبّه النفوس، واعتادت على التشرّف بطلعته الوجوه، وقد انتشلها من الضلالة إلى الهدىٰ ومن الظلام إلى النور. . . .
لقد عاهدتك يا سيدي علىٰ أن لا أكون أكثر من جنديٍّ في خدمة الإسلام، وفدائيٍّ نذر نفسه دفاعاً عنه، فجزاك اللّٰه يا رسولَ اللّٰه! عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ونسأله - تعالى - أن يرزقنا شفاعتك وصحبتك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون. . . .
* * *
من أحاديثي:
كنتُ مع جمعٍ من أصحابي إذ مرّ رجل فقال لي: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسولَ اللّٰه صلى الله عليه و آله! واللّٰه لودِنا أنّا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدتَ.
فاستغضبني قولُه هذا، وأقبلت عليه قائلاً:
ما يحمل الرجل علىٰ أن يتمنّى شيئاً غيَّبه اللّٰه عنه، لا يدري لو شهده كيف يكون فيه؟
واللّٰهِ، لقد حضر رسولَ اللّٰه صلى الله عليه و آله أقوام أكبَّهم اللّٰهُ علىٰ مناخرهم في جهنم، لم يُعينوه ولم يصدِّقوه، أوَلا تحمدون اللّٰهَ أن أخرجكم لا تعرفون إلّاربَّكم؟ وأنتم مصدِّقون لما جاء به نبيُّكم، قد كفيتُم البلاء بغيركم؛ واللّٰه، لقد بعث النبيُّ صلى الله عليه و آله على أشدّ حال بُعث عليه نبيٌّ من الأنبياء في فترة وجاهلية، ما يرون