22بن منصور بن أحمد بن حيّون التميمي المغربي الداعي الأكبر، والقاضي، وعالم الإسماعيلية في مطلع حكومتهم. أدرك عدداً من أئمّتهم، ثمّ رحل مع «المعزّ لدين اللّٰه» الخليفة الفاطمي الرابع إلىٰ مصر، ودوّن كتباً كثيرة في الدفاع عن ذلك المذهب منها في الفقه كتاب دعائم الإسلام بأسلوب جذّاب 1.
كتاب دعائم الإسلام في الحقيقة كتاب حديثي فقهي، ويشبه كثيراً كتاب «من لا يحضره الفقيه» لمعاصره عَلم الشيعة الإمامية الشيخ الصدوق (المتوفى سنة 381 هجرية) لكنّه أكثر نظماً منه، وفي بدايته فصل مشبع بالولاء لآل البيت 2. توفي القاضي النعمان سنة 363 هجرية في القاهرة، وتولّت أسرته القضاء لأجيال عديدة 3.
روايات هذا الكتاب منقولة غالباً دون ذكر السند عن الإمامين محمد بن عليّ الباقر، وجعفر بن محمد الصادق عن آبائهما عن عليّ، أو عن الرسول.
وتكتفي الروايات أحياناً بالنقل عن الإمامين، وأحياناً تستند فقط إلىٰ أئمة آل البيت، وتكاد تكون جميعها نصوص أحاديث الشيعة الإمامية، ولذلك أورد العلامة المجلسي في «بحار الأنوار» ، والمحدّث النوري في «مستدرك الوسائل» وآية اللّٰه البروجردي في «جامع أحاديث الشيعة» روايات الدعائم في صفّ روايات الإماميّة، وأصرّ المحدّث النوري في خاتمة المستدرك علىٰ اعتبار المؤلف شيعياً إمامياً. والبحث في هذا الصدد واسع لا مجال لنا أن نلجه الآن 4.
في كتاب الحج من «دعائم الإسلام» ورد 394 حديثاً ليس بينهما وبين روايات الإمامية أي تفاوت 5. حتى مسألة «حجّ التمتع» الخلافية، جاءت الروايات فيها موافقة لبعض روايات الإمامية 6ويشاهد فيه مقاطع من حديث حجّة الوداع بشكل متفرّق مطابقة لروايات الإمامية 7، التي سنستعرضها فيما بعد. من هنا فليس لنا في هذا المجال بحث مستقل أكثر ممّا تقدم