20دون واسطة، ويمكن اعتباره أقدم كتاب بقي في الحديث والفقه حتّىٰ يومنا هذا.
لأنّ الكتب الأخرى، بما في ذلك «موطأ» مالك بن أنس (93 - 179 ه) ألفت بعده.
زيد بن علي ولد سنة 76 ه، واستُشهد في محرّم سنة 122 هجرية في الكوفة بعد ثورته الدموية البطولية 1.
أبو خالد الواسطي، راوي مسند زيد، من موالي بني هاشم، وكوفي انتقل بعدها إلىٰ «واسط» وتوفي في الخمسينيات من القرن الثاني الهجري، وروى عنه ثلاثة هم: إبراهيم بن الزبرقان، ونصر بن مزاحم صاحب كتاب «صفين» وحسين بن علوان الكلبي 2.
كان هذا الكتاب في الأصل يتكون من مجموعتين: الأولى حديثية، والأخرى فقهية، ثمّ ضمّت المجموعتان في كتاب واحد علىٰ يد عبد العزيز بن إسحاق البقال (المتوفى سنة 463 ه) 3. سند هذا الكتاب يبدأ اليوم بهذا الشخص، وترجمته مشروحة في مقدّمة المسند 4، وفي شرح الحديث الأوّل 5.
تناول الكثيرون بالبحث سندية هذا الكتاب المروي عن طريق شخص واحد. ودرس الشيخ محمد أبو زهرة فيكتابه «الإمام زيد بن عليّ» هذه المسألة دراسة مستوفية. غير أن الكتاب وراويه موثوقان عند الزيدية 6، ولهم إليه طرق متعددة، منها طريق عبد الواسع بن يحيى الواسعي الذي رفع سلسلة روايته إلىٰ زيد بن عليّ، كما جاء في مقدّمة المسند 7.
أبو خالد يدّعي أن أصحاب زيد الآخرين سمعوا منه ذلك أيضاً، لكنهم استُشهدوا جميعاً، ولم تتسنّ لهم فرصة رواية الكتاب، وهو الوحيد الناجي بينهم، والراوي للكتاب 8. ويقول: إنّه لازم زيداً في المدينة خمس سنوات قبل أن يتّجه إلى الكوفة، وكان يلازمه في موسم الحج كلّ عام عدّة أشهر، وسمع منه كلّ