199وقال ياقوت:
بالكسر، والتخفيف والمد: جبل من جبال مكّة علىٰ ثلاثة أميال، وهو معروف، ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه، قال جَرير:
أَلسنا أكرم الثقلين طُرّاً
وأعظمهم ببطن حِراءَ نارا؟
فلا يصرفه لأنه ذهب به إلى البلدة التي حراء بها، وقال بعضهم: للناس فيه ثلاث لغات: يفتحون حاءه وهي مكسورة، ويقصرون ألفه وهي ممدودة، ويميلونها وهي لا تسوغ فيها الإمالة، لأن الراء سبقت الألف ممدودة مفتوحة وهي حرف مكرَّر فقامت مقام الحرف المستعلى مثل راشد ورافع فلا تمال؛ وكان النبي ( صلى الله عليه و آله) قبل أن يأتيه الوحي يتعبد في غار من هذا الجبل، وفيه أتاه جبريل عليه السلام؛ وقال عَرَّام بن الأصبغ: ومن جبال مكة ثبير، وهو جبل شامخ يقابل حراء، وهو جبل شامخ أرفع من ثبير في أعلاه قُلَّة شامخة زلوج، ذكروا أن رسول اللّٰه ( صلى الله عليه و آله) ارتقى ذروته ومعه نفر من أصحابه فتحرك، فقال رسول اللّٰه ( صلى الله عليه و آله) :
اسكن يا حراءُ فما عليك إلّانبيّ أو صديق أو شهيد؛ وليس بهما نبات ولا في جميع جبال مكّة إلّاشيء يسير من الضَّهياء يكون في الجبل الشامخ، وليس في شيء منها ماء، ويليها جبال عرفات، ويتصل بها جبال الطائف، وفيها مياه كثيرة.
وقال البكري: حِراءُ: بكسر أوله ممدود علىٰ وزن فعال: جبل بمكة. قال الأصمعي: بعضهم يذكره ويصرفه، وبعضهم يؤنثه ولا يصرفه؛ قال عَوْف بن الأحوص في تأنيثه:
فإني والذي حَجّت قريش
محارمه وما جمعت حراءُ
وأنشد الفراء:
أَلسنا أكرم الثقلين رحلاً
وأعظمهم ببطن حراءَ نارا؟
قال ابن الأنباري: إنما لم يجر حراء لأنه جعله اسماً لما حول الجبل، فكأنه