194بلغني أن الحارث بن خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة، ويقال: بل خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة، كان تزوج حُمَيدة بنت النعمان بن بَشِير بدمشق لما قدم علىٰ عبد الملك بن مروان، فقالت فيه:
نكحت المَدِينيَّ إذ جاءَني
صنان لهم كصنان التيو
سِ أعيا على المسك والغالية
فقال الحارث يجيبها:
قاطنات الحجون أشهى إلى قل
-بي من ساكنات دور دمشق
من قصيدة طويلة، وله أشعار أخرى في تشوقه إلى مكة. وكذلك ظلت خزاعة تلي البيت خمسمائة سنة إلى أن أفسدت فأزاحها قُصيّ بن كلاب، فوليتها قُرَيش وعمرتها، فلما أفسدت في الحرم بما وضعت فيه من أصنام، وغيرت ما تبقى من ملة إبراهيم، أرسل اللّٰه محمداً ( صلى الله عليه و آله) بدين الحق، وبدل اللّٰه مكة خيراً وجعلها قبلة الدنيا.
وقصيدة مضاض هذه، قبل البعثة النبوية بما يقرب من 700 سنة، وهي من الجودة بحيث جاءت في قمة النضوج مما يدل علىٰ أن عمر الشعر العربي قبل البعثة بأمد مديد، أما قول المستشرقين بأن الشعر العربي بدأ قبل الرسالة بزمن قصير نسبياً، فهو من تخميناتهم الكثيرة، وأما تشكيكهم في كلّ شعر ذي زمن عميق كشعر مضاض، فإنّا لو اتخذنا التشكيل معياراً ومذهباً لألغينا جلّ تراثنا.
هذا استطراد أملته سيرة مضاض بن عمرو.
وقال أبو طالب عمّ النبيّ ( صلى الله عليه و آله) : 1جزى اللّٰه رهطاً بالحجون تتابعوا