214أتقول هذا لصاحب رسول اللّٰه؟
فقال لها: أسكتي.
ثمّ أمر بإخراجي من المسجد، فضربتُ وأُخرجت.
ومنع عطائي سنتين، وأمر بمقاطعتي، ولم يأذن لي بمغادرة المدينة.
وتوجه عليّ عليه السلام نحو الخليفة قائلاً:
يا عثمان، أتفعل هذا بصاحب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بقول الوليد بن عُقبة؟
فقال: ما بقول الوليد فعلتُ هذا، ولكن وجهتُ زبيد بن الصلت الكندي إلى الكوفة، فقال له ابن مسعود: إنّ دم عثمان حلال فردّ عليه عليّ عليه السلام: أحلت علىٰ زبيد علىٰ غير ثقة.
ثمّ حملني علي عليه السلام إلى منزله، فقام برعايتي وتعاهدني حتّىٰ شفيتُ من آثار ضربهم لي.
ولما مرضتُ مرضي الذي متّ فيه، دخل عليّ الخليفة عائداً، وقال لي:
ما تشتكي؟
فقلت: ذنوبي.
فقال: فما تشتهي؟
فقلت: رحمة ربي.
قال: ألا أدعو لك طبيباً؟
قلتُ: الطبيب أمرضني.
قال: آمر لك بعطائك؟
قلت: منعتنيه وأنا محتاج إليه، وتعطينيه وأنا مستغنٍ عنه.
قال: يكون لولدك.
قلتُ: رزقهم علىٰ اللّٰه.
قال: استغفر لي يا أبا عبد الرحمن.
قلتُ: أسأل اللّٰه أن يأخذ لي منك بحقي.
ثمّ غادر بيتي دون أن يحصل علىٰ رضاي.
* * *
مات عبد اللّٰه بن مسعود عن ستين عاماً، وصلّى عليه حبيبُه عمّار بن ياسر مع جمع من أصحابه، ودفن ليلاً في البقيع سنة 32ه.
فسلام عليك يا أبا عبد الرحمن في الخالدين.