169الحرام في كل عام بعد اتمام العمرة أو الحج لزيارة المدفونين فيه، منهم خديجة بنت خويلد زوجة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله امّ المؤمنين، وأبو طالب عمّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و. . . .
يسمّي بعض الناس هذا الشعب باسم «شعب أبي طالب» ، ويريدون بذلك المكان الذي حوصر فيه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وخديجة وأبو طالب ومن كان معهم، لمدّة ثلاث سنوات من قبل المشركين، وهي تسمية غير صحيحة من الوجهة التاريخيّة؛ لأنّ شعب أبي طالب مكان آخر بقرب المسجد الحرام.
نورد فيما يلي الأدلّة الواضحة، والقطعيّة علىٰ هذا الادّعاء:
الشعب في اللّغة:
قال الجوهري (م393 ه) في الصحاح:
و «الشعب» بالكسر، الطريق في الجبل والجمع «الشعاب» 1.
قال ابن منظور (م 711 ه) في لسان العرب:
والشِّعْبُ: ما انْفَرَج بين جَبَلَين. والشِّعْب: مسيل الماء في بطنٍ من الأرض 2.
وقال فخر الدين الطريحي (م 1085) في مجمع البحرين:
. . . «الشِّعب» بالكسر، هو الطريق في الجبل، والجمع «شِعاب» ككتاب 3.
مكان شعب أبي طالب:
تقع مدينة مكة في أرض جبلية وبين شعابٍ كثيرة؛ ولهذا فهي في موقع منيع من مخاطر السيول، وتبدو كأنّها تحتضن الدور الّتي فيها، بما يشبه الحصن الطبيعي، وقد كانت موطناً لسُكنىٰ مختلف القبائل.
وفي جوار المسجد الحرام ثلاثة شعاب متقاربة وهي: