89ويقوموا الليل، ولا يأتوا النساء، ولا يأكلوا اللحم، فبلغ ذلك رسول اللّٰه، فأنزل اللّٰه تعالى: . . . 1
وروي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام:
نزلت في علي عليه السلام وبلال وعثمان بن مظعون، فأمّا علي عليه السلام فإنّه حلف أن لا ينام بالليل أبداً إلّاما شاء اللّٰه، وأمّا بلال فإنه حلف أن لا يفطر بالنهار أبداً، وأمّا عثمان بن مظعون فانه حلف أن لا ينكح أبداً. . .
ولمّا أخبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم نادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فصعد المنبر فحمد اللّٰه وأثنىٰ عليه ثمّ قال: ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيبات، ألا أنّي أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي، فقام هؤلاء فقالوا:
يا رسول اللّٰه فقد حلفنا على ذلك، فأنزل اللّٰه: «لا يؤاخذكم اللّٰه باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم» 2. ورويت أحاديث كثيرة بهذا المعنىٰ 3، نكتفي منها بهذا المقدار.
3 - «ليس على الّذين آمنوا وعملوا الصالحات جُناح فيما طَعِموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثمّ اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا واللّٰه يحبّ المحسنين» 4.
نزلت في عدّةٍ منهم عثمان بن مظعون، وكان عثمان قد همّ بطلاق زوجته وأن يختصي ويحرم اللحم والطيب، فردّ عليه النبي واُنزل في ذلك: . . . 5.
4 - «وضرَب اللّٰه مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كلّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومَن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم» 6.
قال الشيخ الطبرسي: . . . وقيل إنّ الأبكم أبي بن خلف، ومن يأمر بالعدل حمزة وعثمان بن مظعون، عن عطاء 7.
وصف أمير المؤمنين لعثمان:
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: كان لي فيما مضىٰ أخ في اللّٰه، وكان يُعظمه في عيني صِغرُ الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتاً، فإن قال بدّ القائلين ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً،