88
أسماء مكّة
دراسة تاريخية تحليلية في المعاني والدِلالات
تأليف: محمّد مهدي الفقيهي
موقع مكة وحدودها:
تقع مدينة مكة المكرمة في غرب الجزيرة العربية من ناحية تهامة (1) ، علي بُعد حوالي (80) كيلومتراً شرقي البحر الاحمر؛ يحدّها من الشمال المدينة المنوّرة ومن الشرق نجد، ومن الغرب جدّة، فيما تنتهي من الجنوب بعسير واليمن (2) .
تقع مكة علي خط طول (40) درجة و (9) دقيقة، وعلي خط عرض (31) درجة و (28) دقيقة من خط الاستواء؛ فيما يتراوح عدد سكانها الدائميين ما يقارب (350000) نسمة، وترتفع عن مستوي سطح البحر (330) متراً (3) .
يمتد الجزء الأساس من المدينة حول أطراف المسجد الحرام، في منخفض تحيطه الجبال من كلّ ناحية (4) . والي هذا السبب بالذات يعزو ياقوت الحموي أحد أسباب تسميتها بهذا الاسم، حيث يقول ما نصه: "سميت مكة لانّها بين جبلين مرتفعين عليها، وهي في هَبْطة بمنزلة المكّوك" (5) .
أما الآن فقد اتسعت المدينة وامتدّ عمرانها الي اطراف الجبال التي تحيط بها، بل سطحت بعض الجبال لتحلّ محلّها الأبنية والعمارات المرتفعة.
وحول أسماء الجبال التي تحيط بمكة فقد ذكر ابراهيم رفعت باشا، أَنَّهُ يحيطها من جهة الشمال والشمال الشرقي جبال: الفلج، قعيقعان، الهندي، لعلع، وَكداء. أما من جهة الجنوب والجنوب الشرقي فتحدّها مرتفعات وجبال: أبو حديدة، كُدَي، كُدَّي، أبو قبيس، وَخندمة (6) .
إنَّ رحلة ناصر خسرو تُعدّ من بعد رحلة ابن فضلان (كتبها في القرن الثالث الهجري) من أقدم كُتب الرحلات في التأريخ الاسلامي، وقد توفّر ناصر خسرو علي وصف مكة بالشكل التالي: "تقع مكة بين جبالٍ عالية بحيث لا تستطيع رؤية المدينة حتي تصل اليها. أما جبل أبو قبيس فهو يشرف علي مكة ويظللها كالقبة، لانه اقرب أعلي الجبال اليها. والمدينة تمتد في المساحة الواسعة بين الجبال، حيث يقع المسجد الحرام، تحيط به الاسواق والازقة والمحلات (7) .
أما بطليموس فقد ذكر مكة باسم "ماكورابا" (8) ومعناها: المكان المقدّس.
ومما يجدر الاشارة اليه بعد هذه المقدمات العامة، ان لمكة اسماء كثيرة حتي بلغ من كثرتها ان صنّف الفيروزآبادي رسالة مفصّلة في ذكرها (9) .