85ويقول الطبري، بعد نقله للآراء المختلفة عن سبب تسمية هذا اليوم بالحج الأكبر: إن أصح هذه الأقوال عندي قول من يقول:
الحج الأكبر بمعني الحج، والحج الأصغر بمعني العمرة، لأن أعمال الحج أكثر من أعمال العمرة (70) .
4- وكما ورد في بعض المصادر، فإن يوم عرفة صادف في السنة التي حج فيها رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلم) يوم الجُمعة، وكذلك قول صاحب كتاب الفقه الإسلامي وأدلته "قد ثبت في الصحيحين أن يوم عرفة الذي وقف فيه النبي (صلّي الله عليه وآله وسلم) كان يوم الجمعة" (71) .
ولكن ليس من دليل في الروايات والمصادر التاريخية يثبت أن مصادفة عرفة في ذلك الزمن ليوم الجمعة، ما يدل علي أن حج تلك السنة هو الحج الأكبر، ويبدو أن اعتقاد العوام بذلك أصبح مع مرور الزمن حقيقة ثابتة.
ويقول صاحب تفسير المنار: كان يوم عرفة في حجة الوداع يوم الجمعة، وكلما صادف الوقوف في عرفات يوم الجمعة سمي العوام تلك السنة الحج الأكبر (72) .
وورد في "معجم دهخدا" أيضاً: يبدو أن العوام يقولون للعام الذي يصادف فيه عيد الأضحي يوم الجمعة، الحج الأكبر، ويظنون أن ثواب هذا الحج أكثر (73) .
الهوامش:
(1) التوبة: 3.
(2) القرطبي 69:8.
(3) نفس المصدر 70:8.
(4) نفس المصدر.
(5) تفسير الفخر الرازي 221:15.
(6) الدر المثور 213:3.
(7) نفس المصدر.
(8) نفس المصدر.
(9) تفسير الفخر الرازي 221:15.
(10) مجمع البيان 5:5.
(11) كشاف اصطلاحات الفنون 283:1، وكذا في جامع الرموز.
(12) الوسائل 11، الحديث 14108، ط: آل البيت.