9 عليه و آله و سلميشيد بهم و يبشر بفوزهم،و هم بلا ريب ليسوا بخارجين قيد أنملة عن الخط النبوي المبارك للفكر الإسلامي العظيم و الذي يؤكد على حقيقة التشيع و مبدأه الذي لا يفترق عن نشوء الدين و استقراره.
فبعد هذه النصوص لا يصح لباحث أن يلتجىء إلى فروض ظنية أو وهمية في تحديد تكون الشيعة و ظهورها.
وصايا النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم في أهل بيتهعليهم السلام-
إن التفاف جمع من الصحابة الكرام حول الإمام عليعليه السلامفي حياة النبي الأكرم و بعد رحلته،كان نتيجة الوصايا النبوية في حق الإمام و أهل بيته،و هذه الوصايا تهز قلب كل مسلم واع،و قد أفصح عنها النبي صلى الله عليه و آله و سلم في مواقف حاسمة و في مختلف مراحل دعوته،و كلها تعبر عن حقائق ناصعة،و هي أن اصادع بالحق كان يحث أصحابه و المسلمين عامة على إتباع الإمام و أهل بيته،و ينص على مرجعيتهم الكبرى في أمر الدين و الدنيا معا.
و قد كان هذا دافعا لإنقطاع ثلة كبيرة من الصحابة و التابعين لهم بإحسان إلى الإمام و تقديمهم إياه على غيره في القيادة الدينية بجميع أبعادها و شؤونها،و صار ذلك سببا للنواة التي بذرها النبي الأكرم و التي نمت و أينعت بعد رحيله صلى الله عليه و آله و سلم.فلو كان لكل ظاهرة سبب،فظاهرة التشيع أثر لتلك الوصايا النبوية و الهتافات الربانية التي تلمسها من الأحاديث،و إليك بالنزر اليسير من الكثير الوفير.
1-حديث الثقلين:
إن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم نبه الأمة و بين لها المرجع و الملاذ بعد رحيله بقوله:«يا أيها الناس،إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا:كتاب الله،و عترتي أهل بيتي» 18 .
و قال صلى الله عليه و آله و سلم:«إني تركت ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي:كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض،و عترتي أهل بيتي،و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما» 19 .
و قال صلى الله عليه و آله و سلم:«إني تارك فيكم خليفتين:كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي،و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» 20 .
و قال صلى الله عليه و آله و سلم:«إني تارك فيكم الثقلين:كتاب الله،و أهل بيتي،و أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» 21 .
و قال صلى الله عليه و آله و سلم:«إني أوشك أن أدعى فأجيب،و إني تارك فيكم الثقلين:كتاب الله عز و جل،و عترتي.كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض،و عترتي أهل بيتي،و أن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما» 22 .
و قال صلى الله عليه و آله و سلم في منصرفه من حجة الوداع و نزوله غدير خم:«كأني دعيت فأجبت،اني قد تركت فيكم الثقلين،أحدهما أكبر من الآخر:كتاب الله،و عترتي،فانظروا كيف تخلفوني فيهما،فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» 23 .
2-حديث السفينة: