10كما إن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم شبه أهل بيته بسفينة نوح فقال:«ألا أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح،من ركبها نجى،و من تخلف عنها غرق» 24 .
و في حديث آخر يقول صلى الله عليه و آله و سلم:«إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح،من ركبها نجى،و من تخلف عنها غرق.و إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له» 25 .و في حديث ثالث:«النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق،و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف،فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس» 26 .
و من المعلوم أن المراد ليس جميع أهل بيته على سبيل الاستغراق،لأن هذه المنزلة ليست إلا لحجج الله،و هم ثلة منتخبة مصطفاة من أهل بيته،و قد فهمه ابن حجر فقال:يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان علماءهم،لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم،و الذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون.
و قال في مقام آخر:إنه قيل لرسول الله:ما بقاء الناس بعدهم؟قال:«بقاء الحمار إذا كسر صلبه» 27 .
و المراد من تشبيههمعليهم السلامبسفينة نوح أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه و أصوله عنهم نجا من عذاب الله،و من تخلف عنهم كان كمن أوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله فما أفاده شيئا فغرق و هلك.
و الوجه في تشبيههم بباب حطة هو أن الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله،و البخوع لحكمه،و بهذا كان سببا للمغفرة،و قد جعل انقياد هذه الأمة لأهل بيت نبيها و اتباعهم أيضا مظهرامن مظاهر التواضع لجلاله و البخوع لحكمه،و بهذا كان سببا للمغفرة.
و قد أوضح ابن حجر حقيقة التشبيه في الحديث الشريف فقال:«و وجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم و عظمهم شكرا لنعمة مشرفهم،و أخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات،و من تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعيم،و هلك في مفاوز الطغيان»إلى أن قال:«و باب حطةيعني و وجه تشبههم بباب حطةان الله جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا أو بيت المقدس مع التواضع و الاستغفار سببا للمغفرة،و جعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها» 28 .
3-الأئمة الاثنا عشر في حديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم:
إن من تصفح مصنفات الحديث النبوي الشريف يجد أن هناك روايات تحدد و تعين عدد الأئمة بعد الرسول و سماتهم،من دون ذكر لاسمائهم،و هي أحاديث الأئمة الاثنى عشر التي رواها أصحاب الصحاح و المسانيد،و هي على وجه لا ينطبق إلا على من عينهم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم للخلافة و الزعامة،و لذلك نذكرها في عداد أدلة التنصيص على الخلافة،و الإمعان فيها يرشد القارىء إلى الحق،و يأخذ بيده حتى يرسي مركبه على شاطىء الأمان و الحقيقة .و يطيب لي أن أذكر مجموع هذه النصوص فإنها تؤكد بعضها بعضا،و إليك البيان.
الأئمة الاثنا عشر: