7 اللهصلى الله عليه و آله و سلم-،فهي بلا شك تدل و بوضوح على أن هذه الاستجابة اللاحقة استمرار حقيقي لما سبقها في عهد رسول اللهصلى الله عليه و آله و سلم-،و إذا كان كذلك فإن جميع من استجابوا لرسول اللهصلى الله عليهو آله و سلم-،و انقادوا له انقيادا حقيقيا،يعدون بلا شك رواد التشيع و حاملي بذوره الأوائل،فالشيعة هم المسلمون من المهاجرين و الأنصار و من تبعهم باحسان في الأجيال اللاحقة،من الذين بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسول في أمر القيادة و لم يغيروه و لم يتعدوا عنه إلى غيره،و لم يأخذوا بالمصالح المزعومة في مقابل النصوص،و صاروا بذلك المصداق الأبرز لقوله سبحانه:يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله و رسوله و اتقوا الله إن الله سميع عليم 1 ففزعوا في الأصول و الفروع إلى علي و عترته الطاهرة،و انحازوا عن الطائفة الاخرى من الذين لم يتعبدوا بنصوص الخلافة و الولاية و زعامة العترة حيث تركوا النصوص،و أخذوا بالمصالح .
إن الآثار المروية في حق شيعة الإمام عن لسان النبي الأكرمو الذين هم بالتالي شيعة لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلمترفع اللثام عن وجه الحقيقة،و تعرب عن التفاف قسم من المهاجرين حول الوصي،فكانوا معروفين بشيعة علي في عصر الرسالة،و إن النبي الأكرم وصفهم في كلماته بأنهم هم الفائزون،و إن كنت في شك من هذا فسأتلوا عليك بعض ما ورد من النصوص في المقام:
1-أخرج ابن مردويه عن عائشة،قالت:قلت:يا رسول الله من أكرم الخلق على الله؟قال:«يا عائشة أما تقرأين:إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات اولئك هم خير البرية»البينة2/ 7 .
2-أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال:كنا عند النبيصلىالله عليه و آله و سلمفأقبل علي فقال النبي:«و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة»،و نزلت :إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا:جاء خير البرية 3 .
3-أخرج ابن عدي و ابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا:«علي خير البرية» 4 .
4-و أخرج ابن عدي عن ابن عباس قال:لما نزلت:إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية قال رسول اللهصلى الله عليه و آله و سلملعلي:«هو أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين».
5-أخرج ابن مردويه عن علي قال:قال لي رسول اللهصلى الله عليه و آله و سلم-:«أ لم تسمع قول الله:إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية أنت و شيعتك،موعدي و موعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين» 5 .
6-روى ابن حجر في صواعقه عن أم سلمة:كانت ليلتي،و كان النبيصلى الله عليه و آله و سلمعندي فأتته فاطمة فتبعها عليرضي الله عنهمافقال النبي:«يا علي أنت و أصحابك في الجنة،أنت و شيعتك في الجنة» 6 .
7-روى ابن الأثير في نهايته:قال النبي مخاطبا عليا:«يا علي،إنك ستقدم على الله أنت و شيعتك راضين مرضيين،و يقدم عليه عدوك غضابا مقمحين»ثم جمع يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح .قال ابن الأثير:الإقماح:رفع الرأس و غض البصر 7 .